هل أطلق زوجتي إرضاء لامي واخوتي لوجود مشاكل بينهم؟

هل أطلق زوجتي إرضاء لامي واخوتي لوجود مشاكل بينهم؟ يتبين لنا من هذا السؤال جهل بعض الأشخاص
بالفرق بين بر الأم وحق الزوجة، ونظرًا لارتفاع نسب الطلاق لمثل تلك الأسباب، فقد قررت دار الإفتاء المصرية
أن تقدم إجابة وافية لهذا السؤال، وذلك ما سوف نعرضه لكم في هذا المقال.. تابعونا.

هل أطلق زوجتي إرضاء لامي

  • أوضح الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، في إجابته عن هذا السؤال أن الله عز وجل
    قد شرع الطلاق لعباده في حالة تعذر استمرار الحياة بين الزوجين فقط.
  • كما أكد فضيلته أنه الرجل المسلم يجب عليه ألا يستعمله إلا إذا كان مضطرًا له؛
    لأنه أبغض الحلال عند الله تعالى؛ ونستدل على ذلك بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    «أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللهِ الطَّلاقُ» رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي.
  • وقد أوضح “جمعة” أن الطلاق رخصة للزوج يستعملها عند الضرورة، ومن غي الجائز لأي شخص أن يتدخل في هذا الأمر حتى وإن كان والديه وإخوته؛ لأنه حق شخصي لا يتعدى إلى الغير.
  • كما أكد فضيلة الدكتور على جمعة أن مخالفة الزوج لوالديه في إبقاء زوجته وعدم طلاقها لا يعد عقوقًا للوالدين
    طالما أن الزوج مستقر مع زوجته، وأنها تحفظه في نفسها وماله وترعى حقوقه وحقوق الآخرين.
  • بالإضافة لذلك فقد أوضح أنه من غير الجائز شرعًا أن تتدخل الوالدة أو الإخوة في أمر طلاق الزوجة،
    ولا ينبغي على الزوج طاعتهم في ذلك؛ ونستدل على ذلك بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَة الله عَزَّ وَجَلَّ».

حكم من طلق زوجته إرضاء لوالديه

  • أوضح أهل العلم أن طلاق الرجل لزوجته لإرضاء والديه أمر غير جائز شرعًا.
  • فلا يجب على الرجل أن يطيع والديه في طلاق زوجته دون عذر شرعي،
    فالطاعة لا تجب إلا في المعروف؛ ونستدل على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    “إنما الطاعة في المعروف”. رواه البخاري.
  • قال منصور بن يونس البهوتي في كتابه “كشاف القناع”: ولا يجب الطلاق إذا أمره أبوه فلا تلزم
    طاعته في الطلاق لأنه أمره بما لا يوافق الشرع.
  • كما قال ابن مفلح: وَنَصِّ أَحْمَدَ فِي رِوَايَةِ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ إذَا أَمَرَتْهُ أُمُّهُ بِالطَّلَاقِ لَا يُعْجِبُنِي أَنْ يُطَلِّقَ لِأَنَّ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ فِي الْأَبِ. وَنَصَّ أَحْمَدَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ لَا يُطَلِّقُ لِأَمْرِ أُمِّهِ فَإِنْ أَمَرَهُ الْأَبُ بِالطَّلَاقِ طَلَّقَ إذَا كَانَ عَدْلًا. وَقَوْلُ أَحْمَدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يُعْجِبُنِي كَذَا هَلْ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ أَوْ الْكَرَاهَةَ فِيهِ خِلَافٌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ،
    وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِيمَنْ تَأْمُرُهُ أُمُّهُ بِطَلَاقِ امْرَأَتِهِ قَالَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا،
    بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَبَرَّهَا وَلَيْسَ تَطْلِيقُ امْرَأَتِهِ مِنْ بِرِّهَا. الآداب الشرعية لابن مفلح.
  • لذا يجب على الابن أن يتمسك بزوجته وألا يطيع والديه إذا حرضاه على تطليق زوجته، فلا يحق للوالدين
    إنهاء الحياة الزجية بين الرجل الابن وزوجته، وعلى الابن ألا يخشى أن يكون هذا من عقوق الوالدين،
    ولكن هذا لا يمنع أن يبر الرجل أبويه ويحسن إليهما، ولا يجوز له أن يقطع صلة الرحم بينه وبين والديه مهما بلغت الأسباب، بل عليه أن يكون ذكيًا فيقوم بموازنة الأمور بين والديه وزجته.

وفي نهاية مقالنا اليوم نتمني أن نكون قد قدمنا لك كل ما تبحث عنه ونقترح عليك أيضًا التعرف على هل طاعة الوالدين في الزواج واجبة؟