تفسير الآية 3 من سورة المائدة الميسر من صحيح السنة النبوية

ارتبطت سورة المائدة بمعجزة نزول مائدة من السماء إلى الأرض، كما أنها تعرف باسم سورة العقود، وعند قراءة سورة المائدة نلتمس رحمة الله على عباده ولطفه بهم، وتعد الآية الثالثة من السورة إحدى أهم آيات المائدة، ومن هنا نتعرف إلى تفسير الآية 3 من سورة المائدة بصورة مبسطة فتابعنا.

تفسير الآية 3 من سورة المائدة

قبل أن نتعرف إلى تفسير الآية الثالثة من سورة المائدة، إليك الآية 3 مكتوبة بالتشكيل:

  • بسم الله الرحمن الرحيم. 

  • حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

  • صدق الله العظيم.

سورة المائدة حرمت عليكم الميتة تفسير

جاء في تفسير السعدي حول بداية الآية الثالثة حول الميتة: “ما فُقِدَت حياتُهُ بغير ذكاة شرعية، فإنها تحرم لضررها، وهو احتقان الدم في جوفها ولحمها المضر بآكلها.. ويستثنى من ذلك ميتة الجراد والسمك، فإنه حلال”، وهذا يقودنا إلى التعرف إلى معاني بعض الكلمات وهى:

  • الميتة: ما فقدت حياتها ولم تُذبح وفقًا لشرع الله. 

  • الدم: المسفوح أو المقتول وليس المبوح وفقًا للشرع.

  • لحم الخنزير: أي لحم الخنزير لجميع أجزائه. 

  • ما أهل لغير الله: ذُكر عليه اسم غير الله تعالى، من الأصنام والأولياء والكواكب وغير ذلك من المخلوقين.

  • المنخنقة: الميتة بخنق.

  • الموقوذة: الميتة بسبب الضرب بعصا أو حصى أو خشبة، أو هدم شيء عليها، بقصد أو بغير قصد.

  • المتردية: الساقطة من علو، كجبل أو جدار أو سطح ونحوه، فتموت بذلك.

  • النطيحة: وهي التي تنطحها غيرها فتموت.

  • ما أكل السبع: أي ما يصيده ويأكله السباع أو الذئاب أو الأسود أو النمور أو غيرها من المفترسات.

تفسير اليوم أكملت لكم دينكم 

أما عن تفسير ومعنى اليوم أكملت لكم دينكم عند السعدي، أى اليوم أكملت لكم حدودي وفرائضي وحلالي وحرامى، ونصرى لكم على أعدائكم وتمكينى إياكم من أداء فريضة الحج دون أن يشارككم في الطواف بالبيت أحد من المشركين.

وأما عن تفسير ومعنى أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

وأتممت عليكم نعمتي، بأن أزلت دولة الشرك من مكة، وجعلت كلمتكم هي العليا وكلمة أعدائكم هي السفلى، ورضيت لكم الإسلام دينا، بأن اخترته لكم من بين الأديان.

تفسير فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
  • يعني إلى ما حرم مما سمى في صدر هذه السورة، في مخمصة يعني مجاعة، غير متجانف لإثم يقول : غير متعمد لإثم.
    (ابن جرير، والمنذر، عن ابن عباس

  • رخص للمضطر إذا كان غير متعمد لإثم أن يأكله من جهد، فمن بغى، أو عدا، أو خرج في معصية الله، فإنه محرم عليه أن يأكله.
    (ابن جرير عن مجاهد

متى يحل أكل الميتة؟

وأخيرًا، فإن أكل الميتة، وغيرها مما حرم الله أكله، مباح في كثير من الحالات أهمها ما جاء في سنة النبي:

  • وأخرج أحمد، والحاكم وصححه، عن أبي واقد الليثي،
    أنهم قالوا : يا رسول الله، إنا بأرض تصيبنا بها المخمصة،
    فمتى تحل لنا الميتة؟ قال : (إذا لم تصطبحوا، ولم تغتبقوا،
    ولم تحتفئوا بقلا، فشأنكم بها) . [ ص: 190 ]

  • وأخرج ابن سعد، وأبو داود ، عن الفجيع العامري، أنه قال : يا رسول الله، ما يحل لنا من الميتة؟ فقال : (ما طعامكم؟) قلنا : نغتبق، ونصطبح، قال عقبة : قدح غدوة، وقدح عشية، قال : (ذاك، وأبي الجوع)، وأحل لهم الميتة على هذه الحال.

  • وأخرج الحاكم وصححه، عن سمرة بن جندب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا رويت أهلك من اللبن غبوقا، فاجتنب ما نهى الله عنه من ميتة).

ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى تفسير الآية 3 من سورة المائدة لأهم المفسرين، والآن: هل تبحث عن المزيد حول سورة المائدة أو غيرها من سورا لقرآن الكريم؟ شاركنا ما تبحث عنه في تعليق.