حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر

جدول المحتويات

حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر، فالطواف هو أحد المناسك المفروضة في الحج المبارك الذي أمر به الله تعالى لمن استطاع إليه سبيلاً، وكذلك الأمر بالنسبة للمعتمر في مواسم العمرة، ولكن هناك أنواعاً من الطواف التي قد يقع عليها حكم الوجوب على الحاج والمعتمر، منها ما يسقط عنه هذه الحكم، ومن ذلك يأتي طواف الوداع، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء وفي أوجه عدة، بعد التعريف به وبشروطه.

ما هو طواف الوداع

من حيث اللغة العربية، فالطواف مشتق من الفعل طاف، وتعني الإحاطة والدوران حول شيء ما ليراه من كل أركانه، وفي الاصطلاح الفقهي، فطواف الوداع هو جزء من مناسك الحج والعمرة، حيث يطوف الحاج أو المعتمر حول الكعبة المشرفة، وسمي طواف الوداع نسبة إلى موقفه على أنه آخر مناسك الحج، حيث يقوم الحاج أو المعتمر بوداع الكعبة المشرفة، وهذا آخر عهده بالبيت الحرام، وبعدها يغادر مكة برمتها إلى دياره.

شاهد أيضًا: حكم التلبية في الحج والعمرة وحكم الدعاء بعدها

حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر

طواف الوداع للحاج واجب، ولا يجب على المعتمر، وهذا في الراجح على أقوال العلماء، بالرغم من وجود بعض الخلاف في حكم طواف الوداع للمعتمر، وفيما يلي نبين ذلك مع الأدلة:

حكم طواف الوداع للحاج

حكم طواف الوداع للحاج واجب بإجماع أهل العلم وذلك لأن هذا الطواف جاء بأمر من النبي عليه الصلاة والسلام لصحابته رضوان عليهم عندما أنهوا مناسك الحج وهموا بالانصراف، فأعادهم ليطوفوا طواف الوداع، وفي ذلك حديث صحيح حدث به الألباني في صحيح أبي داود: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ”[1]، وهذا ثابت لا جدال فيه في قول المذاهب الأربعة.[2]

حكم طواف الوداع للمعتمر

طواف الوداع للمعتمر غير واجب في الراجح على أقوال العلماء، فهذا الطواف فيه خلاف بين أهل العلم، واحتج العلماء بأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يأمرهم أن يكون آخر عهدهم في العمرة هو الطواف بالبيت، وذكر أهل السلف أنه حضر معهم العمرة، ولم يأمرهم بطواف الوداع كما فعل مع الصحابة رضي الله عنهم في موسم الحج، وخلافاً لذلك، قال بعض العلماء من المذاهب أنه يجب عليهم إذا أقاموا في مكة بضع ليال، ومع ذلك، فإن من طاف في العمرة طواف الوداع لا حرج عليه، ويجزئ عنها كما قال العلماء الذين أفتوا بعدم وجوبه على المعتمر، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم السعي بين الصفا والمروة في الطابق الثاني أو سطح المسعى

حكم طواف الوداع للحائض

لا يجب طواف الوداع على الحائض ولها أن تنفر من الطواف ولا خرج عليها، وهذا في الراجح على أقوال أهل العلم، وقد ورد فيه الأحاديث الشريفة الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام وما نقله عنه الصحابة رضي الله عنهم– عن هذه المسألة، وهم أشد المسلمين حرصاً على تطبيق شرع الله، وفي دليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ”[3].

طواف الوداع للمسافر

طواف الوداع واجب على المسافر إذا كان حاج، وذلك أمثالا لأن النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون آخر عهده بالحج هو الطواف ببيت الله تعالى، وعليه أن يودع البيت قبل يعود مسافراً إلى دياره، وعلى خلاف ذلك، فهو غير واجب على المعتمر لعدم وجود دليل شرعي على وجوبه، وإن قام المعتمر بأدائه فلا حرج عليه، ويجزئ عنه بإذن الله تعالى.[4]

شاهد أيضًا: عدد أشواط الطواف بالكعبة هي

طواف الوداع كم شوط

طواف الوداع سبعة أشواط كاملة مثله كمثل أي طواف يقع على الحاج أو المعتمر، وعدد أشواط الطواف هو جزء من صحته، وكأي طواف فهو يبدأ من ركن الحجر الأسود وينتهي به، وينتهي منه الحاج والمعتمر، ويقصد السفر من فوره في الراجح على القول.[5]

وقت طواف الوداع

وقت طواف الوداع هو بعد فراغ الحاج من كل أموره، فقد طاف النبي عليه الصلاة والسلام قبل سفره إلى دياره، كما أمر الصحابة رضوان الله عليهم أن يكون آخر عهدهم بالحج هو الطواف بالبيت، وهذا دليل على وقت طواف الوداع عند مجمع العلماء، ويهم بعد هذا الطواف بالتخضر للسفر والسفر بعدها مباشرة، ولا بأس أن ينشغلوا بأمور السوق وما نحوها، وهذا عند المذاهب كلها باستثناء الحنفية، الذين قالوا إن من مكث في مكة بعد طواف الوداع، وتأخر عن عودته لبلاده، فلا تجب عليه إعادته.[5]

شاهد أيضًا: أدعية الطواف والسعي في العمرة pdf

شروط طواف الوداع

طواف الوداع يقع عليه شروط طواف الحاج بكافة تفاصيله، وهي التالي:[5]

  • أن تكون أشواطه مكتملة وهي سبعة.
  • أن يبدأ الشوط من ركن الحجر الأسود وينتهي به.
  • وجوب الطهارة كما في كل نسك.
  • أن لا تطوف المرأة الحائض أو النفساء فهو غير واجب عليها.
  • أن يكون الطائف طواف الوداع من غير المقيمين في مكة.
  • أن يطوف حول البيت لا داخل حجر إسماعيل.
  • أن يوالي بين الأشواط في الطواف. 

وقت طواف الوداع للمتعجل

وقت طواف الوداع للمتعجل لا يجوز قبل اليوم الثاني عشر، وفي تفصيل ذلك قال الإمام ابن باز رحمه الله ما يلي:[6]

لا يجوز لأحد أن يسافر قبل الرمي يوم الثاني عشر، التعجل يكون في الثاني عشر، فليس لأحد أن يتعجل قبل الثاني عشر، فإذا رمى الجمرة يوم الثاني عشر؛ له أن يتعجل، يطوف للوداع، ثم يسافر، أما أن يتعجل في يوم الحادي عشر لا، أو في صباح الثاني عشر لا، التعجل يكون في اليوم الثاني عشر بعد الرمي، بعد الزوال.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر، والذي وقفنا من خلاله على استبيان حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر والحائض والمسافر وللمتعجل، كما ذكرنا تعريفه ووقته وشروطه وعدد أشواطه.

المراجع

  1. ^
    صحيح أبي داود , وقت طواف الوداع للمتعجل
  2. ^
    binbaz.org.sa , حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر , 31/05/2022
  3. ^
    صحيح البخاري , عبدالله بن عباس، البخاري، 1755، صحيح
  4. ^
    binbaz.org.sa , طواف الوداع خاص بالمسافر إلى أهله , 31/05/2022
  5. ^
    dorar.net , الفصل الثاني: شُروطُ طَوافِ الوداعِ , 31/05/2022
  6. ^
    binbaz.org.sa , حكم تعجل الحاج وسفره في يوم الحادي عشر , 31/05/2022