فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء

جدول المحتويات

فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء فسورة الفاتحة هي أول وأعظم سورة وجدت في القرآن، ومنَّ الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم إذ خصها بها، ولها من الفضل الشيء الكبير، ولعل أكثر ما هو شائع من استفسار حولها ما هو فضلها في استجابة الدعاء، وهذا هو حديثنا اليوم عبر موقع ، إضافة إلى هل هي سبب في إجابة الدعاء، وما هو فضلها في شفاء البدن والقلب، كما سنذكر بعض ما سميت به الفاتحة.

فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء

لسورة الفاتحة فضل عظيم في استجابة الدعاء، فهي تشتمل على الدعاء الأعظم من  بين الأدعية كله، قوله تعالى في آياتها: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، [1] فضلاً عن ذلك تشتمل سورة الفاتحة على آداب الدعاء في بدايتها بحمد الله، ثم الثناء، وبعد ذلك تمجيده والاستعانة به وحده.

وروى فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه: {سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ}، أخرجه أبو داود، وأحمد باختلاف يسير، والترمذي واللفظ له، والنسائي بنحوه. [2]

شاهد أيضًا: ما هي افضل سورة في القران

من فضل سورة الفاتحة أن الله يجيب بها الدعاء حقيقة أم بدعة؟

لا إن الله يجيب الدعاء بالفاتحة، لكنَّ الرأي الراجح أنه هناك فضل عظيم لهذه السورة في استجابة الدعاء، لكنها ليست سبباً لإجابة الدعاء حيث أن الله سبحانه وتعالى يقبل الدعاء المتوجه له من عبد مخلص في طاعته ونية معقودة على أنه وحده مفرج الكرب، واعتبار أن قراءة الفاتحة سببا لإجابة الدعاء هو بدعة، حيث لم يرد أي نص في القرآن، أو حديث في السنة حول ذلك، وقد حذرنا النبي من البدع، وقد روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: {من أحدَث في أمرِنا – أو دينِنا – هذا ما ليس فيه فهو رد}، أخرجه البخاري، ومسلم باختلاف يسير [3]

فضل سورة الفاتحة في شفاء الأبدان

الفاتحة رقية فيها شفاء للأبدان بإذن الله، ومن الأدلة على أنها رقية للمريض وفيها شفاء للأبدان قراءة النبي للفاتحة على اللديغ، ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه قال: {أنَّ نَاسًا مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَوْا علَى حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ، إذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقالوا: هلْ معكُمْ مِن دَوَاءٍ أوْ رَاقٍ؟ فَقالوا: إنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، ولَا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لهمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأُمِّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ ويَتْفِلُ، فَبَرَأَ فأتَوْا بالشَّاءِ، فَقالوا: لا نَأْخُذُهُ حتَّى نَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وقالَ: وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ}.[4]

شاهد أيضًا: فضل قراءة آيتين من سورة البقرة قبل النوم

فضل سورة الفاتحة في شفاء القلوب

أمر الله تعالى المسلم بقراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلوات الخمسة لما لها دور كبير في الهداية وشفاء القلوب من فساد القصد والطلب، والله نعبد وبه نستعين، وقال ابن القيم رحمه الله:

“فأما اشتمالها على شفاء القلوب: فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم، وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال.

سورة الفاتحة مكية أم مدنية

اختلف الفقهاء في كون الفاتحة سورة مكية أم مدنية، فالبعض قال أنها مدنية، وقيل إنها نزلت مرتين مرة في المدينة ومرة في مكة، والرأي الراجح أنها مكية بدليل قوله تعالى في الآية 87 سورة الحجر: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، [5] وقد أجمع غالبية الفقهاء وأهل الدين أنها مكية، بصحيح ما ورد عن الرسول بصحيح الحديث أن الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه، والآية التي وصفت الفاتحة بالسبع المثاني مكية بالإجماع، وبالتالي الفاتحة مكية، ومن الأدلة على ان الفاتحة مكية أنها شرط لصحة الصلاة أي كانت تقرأ بالصلاة والنبي كان يصلي قبل الهجرة وهو في مكة المكرمة.

شاهد أيضًا: ما هي اعظم سورة في القران الكريم

بعض من اسماء سورة الفاتحة

سميت الفاتحة بأسماء كثيرة وكلها مستوحاة من فضلها وعظيم مكانتها نذكر من هذه الأسماء:

  • فاتحة الكتاب: صح هذا الاسم بما رواه عبادة بن الصامت، في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ}.[6]
  • أم القرآن: سميت أم القرآن لأن القرآن ابتدأ بها، وبداية كل شيء أمه، روى عبادة بن الصامت عن النبي قوله: {لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْتَرِئْ بأُمِّ القُرْآنِ}.[7]
  •  أم الكتاب : قال البخاري سميت أم الكتاب لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة.
  • السبع المثاني: حيث فسر النبي الآية 87 من سورة الحج السبع المثاني المذكور في الآية بالفاتحة لشمولها الحمد والثناء، لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل لأنها مستثناة لأمة محمد.
  • القرآن العظيم: ودليل ذلك روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، في صحيح البخاري قوله: {أُمُّ القُرْآنِ هي السَّبْعُ المَثانِي والقُرْآنُ العَظِيمُ}.[8]
  • وسميت بالحمد والكافية والشافية والوافية وكثير من الأسماء الأخرى.

اسماء الله الحسنى وصفاته المذكورة في سورة الفاتحة

ورد في سورة الفاتحة خمسة من صفات وأسماء الله الحسنى وفيما يلي نذكرها:

  • الصفات: الله هو المعين والمستعان المعبود المتفرد في الألوهية، رب كل مخلوق وهادية لطريق الحق، والمتصرف بكل شيء رحيم بعباده وسعت رحمته السموات والأرض.
  • الأسماء: ورد في سورة الفاتحة خمسة من أسماء الله الحسنى وهي الله والرحمن والرحيم ورب العالمين والمالك.

شاهد أيضًا: فضل سورة يس وسبب التسمية

ما هي الموضوعات التي تناولتها سورة الفاتحة

إن من أهم الموضوعات في حياة المسلم وعبادته لله جل وعلا جاءت في سورة الفاتحة، حيث حوت سورة الفاتحة على جميع مقاصد القرآن الكريم، فقد ذكر الله فيها أصل الدين وفروعه، وأصول التشريع والعقيدة، ومبادئ الإيمان، ذكر فيها الطريق المستقيم والهداية إلى توحيد الله، وأن الله وحده الهادي، وذكر فيها الله أسمائه وصفاته بها، والحري بالذكر أن الفاتحة جمعت كل ما يتوجب على المؤمن الحق أن يتحراه في عبادة الله سبحانه وتعالى ويعتقد به لينال جنات النعيم.

هل قراءة الفاتحة للميت بدعة؟

يختلف العلماء حول حكم قراءة الفاتحة للميت، قراءة الفاتحة عند قبر الميت ليسمعها لا يجوز، لأن الاستماع يفيد الحي وليس للميت، والميت هنا يكون قد انقطع عمله، وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له}، أخرجه مسلم، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال واللفظ له. [9]

أما إذا قرأ المسلم الفاتحة أوما تيسر له من القرآن طالبا أن يجعل الله ثوابه لأخيه المسلم اختلف العلماء في ذلك، قال الحنابلة والحنفية بجواز إهداء ثواب الأعمال كقراءة الفاتحة، وذهب البعض وقال إن الدعاء للميت أولى من إهداء ثواب الأعمال، قال ابن باز رحمه الله: لا يشرع قراءة الفاتحة أو غيرها على الميت، لأنه بموته انقطع عمله ولا يبقى له سوى العمل في ابتغاء مرضاة الله كبناء جامع، ومن نفع بعلمه تلامذة علمهم القرآن، ودعاء أهله وأولاده، أما قراءة الفاتحة ليصله ثوابه فهذا لا ينفع الميت والأولى والأحوط الدعاء له.

شاهد أيضًا: تجربتي مع قراءة سورة الفاتحة على الماء للحمل

بعض الأحاديث الدالة على فضل سورة الفاتحة

فيما يلي نذكر بعض من الأحاديث ورد بها فضل سورة الفاتحة:

  • روى عبد الله ابن عباس في الحديث الشريف في صحيح مسلم أنه: {بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ}.[10]
  • روى أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم قوله: {ما أنزِلَتْ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها وإنَّها سبعٌ منَ المثاني والقرآنُ العظيمُ الَّذي أُعطيتُهُ}.[11]
  • روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري، فقالت {كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حتَّى إنِّي لَأَقُولُ: هلْ قَرَأَ بأُمِّ الكِتَابِ؟}.[12]

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن تحدثنا عن فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، وكذلك في شفاء البدن والقلب، وهل هي الفاتحة سبب لإجابة الدعاء أم ذلك بدعة، وذكرنا بعض مما سميت به الفاتحة، وهل هي سورة مكية أم مدنية.

المراجع

  1. ^
    سورة الفاتحة , الآية 67
  2. ^
    سنن الترمذي , الترمذي ، فضالة بن عبيد ، 3477 ، حسن صحيح
  3. ^
    نظرية العقد , ابن تيمية ، عائشة أم المؤمنين ، 14 ، صحيح
  4. ^
    صحيح البخاري , البخاري ، أبو سعيد الخدري ، 5736 ، صحيح
  5. ^
    سورة الحجر , الآية 87
  6. ^
    صحيح البخاري , البخاري ، عبادة بن الصامت ، 756 ، صحيح
  7. ^
    صحيح مسلم , مسلم ، عبادة بن الصامت ، 394 ، صحيح 
  8. ^
    صحيح البخاري , البخاري ، أبو هريرة ، 4704 ، صحيح 
  9. ^
    مجموع فتاوى ابن باز , ابن باز ، أبو هريرة ، 340/4 ، ثابت
  10. ^
    صحيح مسلم , مسلم ، عبدالله بن عباس ، 806 ، صحيح
  11. ^
    صحيح الترمذي , الألباني ،  أبو هريرة ، 2875 ، صحيح 
  12. ^
    صحيح البخاري , البخاري ، عائشة أم المؤمنين ، 1171 ، صحيح