لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته

جدول المحتويات

لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته سؤال مهم مطروح بقوَّة بين المسلمين، فلم يرد في السنة النبوية أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد رفع الأذان في المسجد أبدًا، والمعروف أنَّ الذي مؤذن المسلمين في عهد رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام هو بلال بن رباح رضي الله عنه، وقد كان بلال أحسن الناس صوتًا، وفيما يأتي ستتم الإجابة عن السؤال القائل لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته.[1]

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرا

نبذة عن الرسول محمد

قبل الإجابة عن سؤال: لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته ، لا بدَّ من أخذ نبذة عن الرسول محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، رسول رب العالمين إلى الجِنِّ والناس أجمعين، ولد الرسول محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في عام الفيل، عام 571م وقيل 570م، وبُعث وهو في الأربعين من عمُرِهِ، فكانَ نبيًّا هاديًا إلى الصراط المستقيم للناس أجمعين، وقد وُلِدَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتيم الأب، ثمَّ فَقَدَ أمَّه وهو في السادسة من عمره، فعاش في كنف جدِّه عبد المطلب، ثمَّ بعد وفاة جدِّه كفله عمُّه أبو طالب.[2]

وقد عمل بالرعي والتجارة، ولما بلغ الخامسة والعشرين من العمر، تزوَّج رسول الله من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء ولده إبراهيم الذي أنجبه من مارية القبطية، وقبل البعثة كان رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام يرفض أن يسجد لصنم أو أن يمارس طقوس الوثنية السائدة في مكة في تلك الفترة، وقد بُعث رسول الله وهو عندما بلغ أربعين عامًا، فأُمر بالدعوة السرية ثلاث سنوات، ثمَّ جاهر بالدعوة إلى الله الواحد في مكة المكرمة مدَّة عشر سنوات، ثمَّ هاجر إلى يثرب التي أصبح اسمها المدينة المنورة بعد هجرته إليها، وفي السنة الحادية عشرة للهجرة، توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في الثالثة والستين من عمره، بعد أن أدَّى الأمانة وأوصل الرسالة وجاهد في سبيل الله حقَّ الجهاد، والله تعالى أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: هل تجوز الزكاة على الأخ وما حكم الاسلام في ذلك

لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته

في الإجابة عن السؤال القائل: لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته يمكن القول إنَّ انشغال الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بمصالح الأمة الإسلامية وشؤونها التي لا يمكن أن يقوم بها أحد غير النبي عليه الصَّلاة والسَّلام كان سببًا كافيًا لكي لا يؤذن رسول الله ولا مرة في حياته، كما أنَّ خلفاء المسلمين بعد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم لم يتولوا مهمة الأذان لانشغالهم بأمور الناس، وجاء في الموسوعة الفقهية ما يؤيد هذا القول، وهو: “قَالُوا : كَوْنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلَّم لَمْ يَقُمْ بِمُهِمَّةِ الْأَذَانِ وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ يَعُودُ السَّبَبُ فِيهِ لِضِيقِ وَقْتِهِمْ عَنْهُ، لِانْشِغَالِهِمْ بِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ الَّتِي لَا يَقُومُ بِهَا غَيْرُهُمْ، فَلَمْ يَتَفَرَّغُوا لِلْأَذَانِ، وَمُرَاعَاةِ أَوْقَاتِهِ…”، والله تعالى أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: أول غزوة في الإسلام وأهم المعلومات عنها

من هو مؤذن الرسول

بعد الإجابة عن سؤال: لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته لا بدَّ من القول إنَّه كان للرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عدد من المؤذنين في المدينة المنورة، ومن أشهر هؤلاء المؤذنين الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه وهو أحسن صحابة رسول الله صوتًا، جاء في الحديث الشريف ما يأتي: “…فقم معَ بلالٍ فإنَّهُ أندَى وأمدُّ صوتًا..”[4] والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي ادى فريضة الحج بسرية تامه

صفات المؤذن في الإسلام

لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته لأنَّه كان مشغولًا بأمور الناس وليس بسبب أنَّه يخلُّ بصفات المؤذن في الإسلام، وللمؤذن في الإسلام صفاتٌ خاصة حدَّدها أهل العلم، ومن أبرز هذه الصفات أن يكون مسلمًا عاقلًا ذكرًا حسن الصوت، قال ابن قدامة رحمه الله في صفات المؤذن في الإسلام: “ولا يصح الأذان إلا من مسلمٍ عاقلٍ ذكرٍ، فأمَّا الكافر والمجنون، فلا يصحُّ منهما; لأنَّهما ليسا من أهل العبادات، ولا يعتدُّ بأذانِ المرأة; لأنَّها ليست ممن يشرع له الأذان، ولا نعلم فيه خلافًا”.

وجدير بالذكر إنَّه يُستحب في المؤذن أن يكون عدلًا أمينًا، عارفًا بالوقت وأن يكون بالغًا، وأن يكون صيتًا، أي أن يكون حسن الصوت في الأذان، قال ابن قدامه أيضًا: “ويستحبُّ أن يكون المؤذن عدلًا أمينًا بالغًا؛ لأنَّه مؤتمن يرجع إليه في الصَّلاة والصَّيام، فلا يؤمن أن يغرهم بأذانه، إذا لم يكن كذلك، ولأنَّه يؤذن على موضع عال، فلا يؤمن منه النظر إلى العورات”، والله تعالى أعلم.[5]

وهذا أبرز ما جاء في الإجابة عن سؤال: لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته إضافة إلى الحديث عن مؤذن رسول الله في المدينة المنورة والحديث عن الصفات التي يجب أن تتوفر في المؤذن في الإسلام.