ماذا قال الامام علي عن التراب الاحمر

جدول المحتويات

ماذا قال الامام علي عن التراب الاحمر، لهو أحد التساؤلات التي يتداولها الكثيرون في بعض البلدان العربية في أعقاب ظهور عاصفة من التراب الاحمر في تلك البلدان، وأخذ بعض الشيوخ بتحذير الناس من هذا التراب مستدلين بذلك بحديث أسند إلى الامام علي، ومن خلال موقع سوف نتعرف على ماذا قال الإمام علي رضي الله عنه عن التراب الاحمر وما هي صحة الحديث المنسوب إليه.

ماذا قال الامام علي عن التراب الاحمر

ضربت خلال الفترة الأخيرة عاصفة كبيرة محملة بالتراب الاحمر وزادت تلك الموجة في دولة العراق، وقد أخذ بعض العامة والأئمة يقولون بأن هذه العاصفة تشير إلى غضب الله تعالى، وقد استدلوا على ذلك بأحد الأحاديث المنسوبة للإمام علي بن أبي طالب التي يقول فيها وفق قولهم “التراب الاحمر إنذار ونذارة”، وتجدر الإشارة أن هذا الحديث لا أساس له من الصحة ولم يرد في المصادر الموثوقة المدونة لأقوال الإمام علي، لذلك يجب عدم تداول تلك الأقاويل وترهيب الناس بها، ويجب على الناس عدم تصديق هكذا أحاديث وعليهم التأكد من صحتها  من مصار موثوقة.

ماذا كان يقول النبي إذا هبت عاصفة ترابية

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية عند هبوب الرياح والعاصفة، فقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام إذا رأى الريح يردد قائلًا “اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِن خَيرِها وخَيرِ ما فيها وخَيرِ ما أُرْسِلَت بِهِ وأعوذُ بِكَ مِن شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرْسِلَت بِهِ”[1]، فقد كان الرسول الكريم يسأل الله خير هذا الريح وخير ماا جاءت به، ويستعيذ من شرها وشر ما جاءت به، ويذكر أن الريح كان جندًا من جنود الله تعالى أرسلها لإهلاك بعض الأمم السابقة الذين لم يمتثلوا لأوامره عز وجل ولم يؤمنوا به مثل قوم عاد، وقال تعالى “سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ*فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ”.[2]

شاهد أيضًا: العوامل التي تحدد سرعة الرياح وتؤثر بذلك في الظروف الجوية

هل الغبار غضب من الله

إنّ الغبار لا يمكن أن يكون غضب من الله تعالى بالمطلق، وإنما يحمل الكثير من الخير للمؤمنين، وهي من جند من جنود المولى تبارك وتعالى يخوف بها عباده، وهي من المنذرات التي تسبق العذاب، وقال بعض العلماء أن الغبار فيه الخير وفيه الشر حسب ما يسخره الله بأمره إما رحمة للمؤمنين وإما عذابًا للكافرين والمعرضين، فقال تعالى “مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.[3]

آيات ذكرت الريح والغبار

ذُكرت الريح والغبار في العديد من الآيات القرآنية، وهي من الأدلة الشرعية التي يستدل بها الناس من أجل التأكد حول إنّ كانت الريح والغبار هو خير أرسله الله لرحمة عباده، أم شر يعذب به الكافرين والمعرضين، ومن الآيات التي ورد بها ذكر الريح ما يلي:

  • قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا”.[4]
  • قوله تعالى: “للهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”.[5]
  • قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ المَاءَ”.[6]
  • قوله تعالى: “وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ”.[7]

شاهد أيضًا: متى ينتهي الغبار في الرياض

الدعاء إذا هبت عاصفة ترابية

إنّه لمن الحسن أن يلهج لسان المؤمن بالدعاء في جميع الأوقات وفي أي أمر ويسأل الله الخير الذي فيه ويستعيذ من شره، ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها عند رؤية الريح والعواصف:

  • اللهم إني اسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.

  • اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك، اللهم إني استغيث برحمتك الواسعة من خزائن جنودك.

  • اللهم الطف بي بلطفك الخفي واعني بقدرتك، اللهم إني انتظر فرجك وأرقب لطفك فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيرك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك.

  • اللهم لا تهلكنا بعذابك وعافنا واعف عنا.

شاهد أيضًا: تفاصيل العاصفة الترابية في الكويت

إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام مقالنا ماذا قال الامام علي عن التراب الاحمر، حيث أن ما ورد من أقوال نسبت للإمام علي بن أبي طالب فهي غير صحيحة ولا صحة لها ويستند عليها، وينبغي على المسلم دائمًا التأكد من صحة الأحاديث من مصادر صحيحة، وتعرفنا على قول النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عند رؤية الريح والعواصف.

المراجع

  1. ^صحيح الترمذي , صحيح الترمذي، الألباني، عائشة أم المؤمنين، 3449، صحيح
  2. ^سورة الحاقة , سورة الحاقة الآية 7،8
  3. ^سورة آل عمران , سورة آل عمران الآية 117
  4. ^سورة الفرقان , سورة الفرقان الآية 46
  5. ^سورة الروم , سورة الروم الآية 48
  6. ^سورة الأعراف , سورة الأعراف الآية 57
  7. ^سورة الحجر , سورة الحجر الآية 22