ما هي شروط صلح الحديبية وما موقف الصحابة منها

جدول المحتويات

ما هي شروط صلح الحديبية وما موقف الصحابة منها، يعتبر صلح الحديبية واحدًا من أبرز العقود الإلزامية التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين، وذلك بغرض تثبيت هدنة من القتال والحرب بين الطرفين لمدة 10 سنوات، وسنتحدث عبر موقع على الكثير عن هذا الصلح خلال هذا المقال.

قصة صلح الحديبية

تبدأ قصة صلح الحديبية عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه المشتاقين للسفر للعمرة، وكان عددهم 1400 مسلم من المهاجرين والأنصار بالذهاب لمكة لأداء مناسك العمرة، ومعه كبار الصحابة، إلا أن المشركين اعترضهم، ولم يكن مع المسلمين سوى سلاح السفر، فأعلن النبي أنهم لم يأتوا مكة قاصدين الحرب، وإنما قاصدين العمرة، ولبسوا ملابس الإحرام بالعمرة، ولكن المشركين أقسموا لأن دخل السيليكون مكة معتمرين ليصدونهم عنها بالسيف، فأرسل النبي مقترحًا عليهم الصلح، قبلوا بالصلح على أن يرجع المسلمون للمدينة ويعودوا للعمرة في العام القادم، وأن تضع الحرب أوزارها لمدة عشر سنوات.

شاهد أيضًا: ما هي نتائج غزوة بدر الكبرى

شروط صلح الحديبية

ما هي شروط صلح الحديبية وما موقف الصحابة منها، اعمد صلح الحديبية الذي عقده النبي مع مشركي الجزيرة العربية وأحلافها في العام السادس للهجرة، ومن أبرز تلك الشروط:[1]

  • أن يعود المسلمون أدراجهم عائدين المدينة ، دون أن يؤدوا مناسك العمرة لهذا العام الذي تم فيه الاتفاق والصلح، على أن يعودوا في العام القادم لأداء العمرة.
  • السماح للمسلمين بالإقامة في مكة لمدة 3 أيام فقط بدون سلاح، قال البراء بن عازب: “وَكانَ فِيما اشْتَرَطُوا أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ فيُقِيمُوا بهَا ثَلَاثًا، وَلَا يَدْخُلُهَا بسِلَاحٍ إلَّا جُلُبَّانَ السِّلَاحِ”.[2]
  • كما أنه من بنود الصلح أنه إذا جاء إلى قريش من المسلمين بدون أن يأخذ إذن وليه، وأراد العودة إلى عبادة الأصنام لا يجوز رده إلى المسلمين.
  • أن من ذهب إلى المدينة بغية الدخول في الإسلام، فيجب على النبي –وفق الاتفاق إعادته إلى قومه، وعدم قبوله بين المسلمين، رُوي عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم حيث قالوا: “وعلَى أنَّه لا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وإنْ كانَ علَى دِينِكَ إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا”
  • أن توقف الحرب بين المشركين والمسلمين لمدة 10 سنوات، حيث يكون الجميع آمنًا خلالها على نفسه وأهله وماله، وأن يكفوا عن القتال والتحاقه ويميلوا لين والموادعة.
  • أن من رغب من قبائل العرب الأخرى الدخول في حلف أحد الفريقين وعهده، دخل فيه، دون استئذان الطرف الآخر.

شاهد أيضًا: من هو سفير الرسول في صلح الحديبية

سبب صلح الحديبية

كان السبب في قبول النبي –صلى الله عليه وسلم لشروط صلح الحديبية مع كفار قريش بتلك الشروط المجحفة، والتي اعترض عليها الكثير من الصحابة هو حقن دماء المسلمين، وإعادة صفوف الجيش المسلم، بعد أن فقد الكثير من المسلمين في الغزوات السابقة على مدار 6 سنوات كاملة، سيمنح المسلمين فرصة لنشر الإسلام والاهتمام بالدعوة الإسلامية، فمن شروط صلح الحديبية وقف القتال، ومن النتائج كذلك وتلبية رغبة المسلمين في العمرة، وهو الذين طالما اشتاقت نفوسهم للطواف حول بيت الله الحرام وزيارة، تعزيز موقف المسلمين، واستكمال بناء الدولة الإسلامية، كل ذلك كان سببًا في قبول النبي لصلح الحديبية.

متى كان صلح الحديبية هجري؟

عقد صلح الحديبية بين الطرفين، المسلمين من جهة والمشركون وأحلافهم من جهة أخرى، قرب مكة أم القرى ومهجر الرسول الكريم في منطقة تسمى بمنطقة الحديبية، ويطلق عليها اسم اليوم الشميسي، وذلك خلال شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة الموافق لشهر مارس/ آذار عام 627م، وقد تم بموجبه توقف الحرب إلى كانت دائرة بين الطرفين، ومنحت الفرصة للمسلمين لكي ينظموا صفوفهم من جديد.[3]

موقف الصحابة من صلح الحديبية

أعلن الكثير من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن رفضهم التام لشروط صلح الحديبية، وعاتبوا النبي على القبول بها، ورأوها شروطًا مجحفة وظالمة، وأنها أظهرهم بموقف ضعيف أمام المشركين، والرغم من أنه من شروط صلح الحديبية وقف القتال وهو ما رضي به المسلمون، ولكن ما هو الشرط الذي أحزن المسلمين في صلح الحديبية، هو شرط رجوعهم إلى المدينة دون عمرة بالرغم من أنهم لبسوا لباس الإحرام، وهو ما استفزهم كثيرًا، وكان من أقوى المواقف موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: (ألَسْنا على الحقِّ وعَدُوُّنا على الباطِلِ؟ قال: بلى، قال: فلِم نُعطِي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا؟)، ولكن أم سلمة أشارت على النبي بالتحلل أولاً من الإحرام فلما حلل وافقه الجميع.

نقض صلح الحديبية

لم يستمر صلح الحديبية طويلاً فسرعان ما نقضه المشركون، ولم يلتزموا باكثير من بنوده، فنُقضت الهدنة نتيجة اعتداء بني بكر بن عبد مناة من كنانة على بني خزاعة، وقد كشف القرآن الكريم عن حقيقة نوايا الأعراب، قال الله تعالى: “سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا “[4]

شاهد أيضًا: ما القيم التي نتعلمها من غزوة الاحزاب

نتائج صلح الحديبية

لقد كان صلح الحديبية فتحًا عظيمًا على المسلم عكس ما كان يظن بعض الصحابة، كما قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، ومن أبرز نتائج هذا الصلح:

  • أن قريش قد عرفت بوجود الدولة الإسلامية، واعترف بقوة بدليل رضوخ قريش للصلح.
  • أتاح الصلح فرصة عظيمة لانتشار الإسلام.
  • مهد صلح الحديبية فتح مكة الذي تحقق بعد عام ينمنم فقط في العام الثامن للهجرة.
  • أمر السلمون غدر خيانة المشركين، حتى يدبر المسلمون أمرهم.
  • دخول الكثير من العرب في الإسلام.
  • استغل النبي نجاح الصلح، وقام بإرسال الرسائل للعديد من الملوك والأكاسرة والقياصرة.

وفي نهاية هذا المقال عن ما هي شروط صلح الحديبية وما موقف الصحابة منها، حيث تعرضنا للكثير من المعلومات عن صلح الحديبية، وموعده، ونتائجه، وبنوده، وشروطه، وموقف المسلمين منه، وكيف أقنعهم النبي صلى الله عليه وسلم.