متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر

متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر التي تعد من القضايا الشرعية الهامة التي لابد أن يطلع عليها كل شخص أنتوى أداء فريضة الحج، فلابد أن يحرص على الإلمام بجميع التفاصيل التي قد يتسبب التغافل عنها في إنقاص أجر الحج، لذلك لابد أن يتعرف الحاج على الموعد الذي تم الوصول إليه للتوقف عن قص الشعر والأظافر.

متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر

عند البدء في مناقشة متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر، لابد من التنويه عن أن الوقت المحدد لذلك هو وقت عقد نية الإحرام، ولا توجد علاقة بين التوقف عن القص للحاج وحلول شهر ذي الحجة أو يوم عرفة، وهنا يجدر الإشارة بأنه لا يوجد ما يمنع الحاج أن يقلم أظافره أو يأخذ من شعره فيما عدا لحيته عقب حلول شهر ذي الحجة.

وقد جاء النص الصريح لمنع المضحي فقط من قص الشعر والأظافر، ولكن لا يتم منع الحاج من ذلك إلا مع البدء في الإحرام أو حال رغبته في ذبح الأضحية أيضاً، وبذلك فإنه لا يجوز أخذ شيء من شعره أو لحيته، إلا عند القيام بالحلق والتقصير الخاص بالنسك، ذلك استنادا لقول الله تعالى« الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج».

شاهد أيضاً: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

وقت الامتناع عن قص الشعر والأظافر للمضحي

في إطار الإجابة عن متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر، تظهر ضرورة عرض الوقت الخاص بمنع المضحي عن قص شعره واظافره، ويقصد بالتضحية هي ذبح حيوان مرة واحدة كل عام في عيد الأضحى، وهي إحدى السنن المؤكدة التي يفعلها من يمتلك القدرة المادية على ذلك.

وقد ناقشت دار الإفتاء المصرية الوقت الذي يجب أن يمتنع فيه المضحي عن حلاقة الشعر وقص الأظافر، والذي ينتهي مع ظهور الهلال الأول لشهر ذي الحجة، وذلك طبقا لما روي عن الإمام النووي ” من دخلت عليه أيام العشر من ذي الحجة وأراد أن يقوم بالأُضحية، من المستحب ألا يحلق شعره أو يقلم أظفاره حتى يضحي، وهذا الأمر مستحب وليس بواجب”. 

كما روت أم سلمة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال « مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ»، وبهذا فإن حلاقة الشعر وقص الأظافر لا تصل حد عدم الجواز أو التحريم، ولا يقلل ذلك من ثواب المضحي عن أضحيته، ولكن من المستحب الالتزام بالوقت المحدد بمنع قص الشعر وتقليم الأظافر.

قص الشعر وثواب الأضحية

يعد قص الشعر وتقليم الأظافر من الأمور المستحبة والتي أشارت إليها السنة النبوية، ولكنه ليس أمر واجب، وبهذا فمن توقف عن قص شعره وتقليم أظافره فكان فعل ذلك أمر مستحب، ومن لم يستطع الامتناع عن ذلك وقام بالأخذ من شعره وتقليم أظافره فلم يقترف أي ذنب أو خطأ ويحصل على ثوابه من الأضحية كاملاً، حيث أن ثواب الأضحية لا يقتصر على القص والتقليم ولكنه ذات عبر عظيمة من أبرزها حمد الله على النعم والتضرع والتقرب إليه قدر المستطاع.

شاهد أيضاً: هل يجوز الأضحية عن الميت

حكم قص الشعر والأظافر للمضحي

من الجدير بالذكر عند تناول الجواب عن متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر، التعرف على حكم قص الشعر والأظافر للمضحي الذي يستحب أن يلتزم به حال الرغبة في ذبح الأضحية، على أن يتوقف عن قص شعره وأظافره مع ظهور الهلال الأول لشهر ذي الحجة، وكان الحكم في ذلك ما يلي:

  • على المسلم الذي يرغب في ذبح الأضحية الامتناع عن قص شعر الرأس، والإبطين، والعانة، واللحية، والشارب، وعدم تقليم أظافره.
  • جاء ذلك المنع وفقاً للسنة النبوية الشريفة وهو أمر مستحب ولا يرقى للجواز أو التحريم.
  • تبدأ فترة الامتناع عن قص الشعر والأظافر منذ ظهور هلال ذي الحجة وحتى الانتهاء من ذبح أضحيته بيوم النحر.
  • ينطبق الامتناع عن قص الشعر والأظافر على الرجال والنساء على حد سواء، لكل من نوى أن يضحي عن نفسه أو أهله.
  • لا يتم تطبيق المنع عن قص الشعر والأظافر على من يتوكل بالتضحية نيابة عن المضحي، حيث لا يعتبر ذلك الشخص مضحيا، ولا يخضع لذلك المضحي. 

سبب منع قص الشعر والأظافر للمضحي

استكمالا لمناقشة متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر، جاء السبب في منع قص شعر واظافر المضحي وفقاً لإجماع جمهور العلماء على أن المقصد من ذلك هو العتق البدني الكامل للمضحي من النار، وذلك كما أشار الإمام النووي في تفسيره للحكمة من منع قص شعر وأظافر المضحي بأنه يعتق جميع أجزاء بدنه من النار.

وهنا فقد جاء النهي استنادا بأن الأضحية بالكامل تفدي كل ما في صاحبها بالكامل ويأخذ نصيبه من الرحمة كاملاً، لذلك يصل أمر الأخذ من الشعر حد الكراهة ولكن لا ينقص من ثواب الأضحية، ومن الجدير بالذكر أن المضحي ليس ممنوع من التعطر أو معاشرة زوجته.

شاهد أيضاً: كم عمر الأضحية من الغنم

حكم الحلق قبل ذبح الأضحية

اتفق معظم العلماء على أنه يجوز حلق الشعر قبل ذبح الأضحية، ولكن تباينت أقوال المذاهب الأربعة في ذلك الأمر كما يلي:

  • يرى كل من المذهب الحنفي والمالكي أنه يجوز حلق الشعر قبل الذبح ولا كراهة في ذلك، حيث أنهم يرون عدم حلق الشعر لا ينتمي إلى السنة.
  • يرى المذهب الشافعي أن القص والحلق غير محرم ولكنه مكروه، وذلك استنادا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً”، لذلك الأمر لا يندرج تحت الحريم ولكنه يقع بين الاستحباب والكراهة، وعلى هذا من يحلق لا يأثم ولكنه ارتكب مكروها.
  • أما المذهب الحنبلي، فيرى أن قص الشعر وحلقه حرام استنادا إلى الحديث السابق عن الرسول الكريم، حيث تعامل الحنابلة في ذلك الأمر على أنه واجب ومخالفته حرام ولا يقتصر على الكراهة.

شروط المضحي

هناك العديد من الشروط الواجب توافرها في الشخص الذي يرغب في ذبح الأضحية، وكانت كالتالي:

  • أن يكون شخص مسلم، فالتضحية تكون بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لذلك لابد أن يقدمها المسلم ولا تجوز من غير المسلم.
  • أن يكون شخص بالغ، وتناولت المذاهب الفقهية الأربعة شرط البلوغ كما يلي:
  • يرى المذهب الحنفي أنه لا يشترط أن يكون المضحي بالغا، فإذا كان صغيرا ويمتلك القدرة على التضحية لا مانع من ذلك.
  • اتفق المذهب المالكي مع الحنفي في عدم ضرورة اقتصار التضحية على البالغ فقط.
  • قام كل من المذهب الشافعي والحنبلي بمعارضة المذهبين السابقين، واتفقا على عدم سن التضحية على الصغار.
  • أن يمتلك المضحي القدرة المادية الكافية للتضحية، وليس مطلوب من العبد التضحية لعدم امتلاكه المال.
  • إقامة المضحي  والتي تباينت آراء المذاهب الأربعة حولها كالتالي:
  • رأى المذهب الحنفي سقوط ذبح الأضحية عن المسافر، لما بها من مشقة وحرج له.
  • اتفقت المذاهب الثلاثة الأخرى على أن الأضحية تجب على المسافر شأنه في ذلك شأن المقيم.

شاهد أيضاً: حكم قص الأظافر في عشر ذي الحجة للنساء

على ذلك تم التعرف على متى يمتنع الحاج عن قص الشعر والأظافر، ووقت امتناع المضحي عن قص شعره وأظافره، وحكم  قص شعر وأظافر المضحي، والسبب في منع المضحي من قص شعره وأظافره.