معلومات عن سمكة الطرباني

سمكة الطرباني من أنواع الأسماك المهددة بالانقراض والتي لها العديد من المزايا التي لا يمكن أن نجدها في نوع آخر من الأسماك، ولذلك فإن هذه السمكة تعتبر محل اهتمام العديد من الباحثين، للتعرف إلى خصائصها وميزاتها، وعلى الرغم من توافر آلاف الأنواع من الأسماك في مياه البحار والمحيطات، إلا أن هذه السمكة تعتبر واحدة من الأسماك العجيبة التي لها القدرة على تغيير سلوكها مع تقدمها بالعمر، وفي موقع محتويات سيتم التعرف إلى أهم المعلومات عن سمكة الطرباني.

سمكة الطرباني

يعد سمك الطرباني والمعروف أيضًا باسم نابليون أو شاحنة الموج Humphead wrasse أحد أكبر الأسماك الموجودة في الشعاب المرجانية، ويختلف لون هذه السمكة بحسب جنسها وبحسب عمرها وحالتها، كما يمكن أن يختلف سلوكها تبعًا لذلك، وتعتبر سمكة هامبرد من الأسماك العجيبة فهي ليست قادرة على تغيير لونها فحسب، بل إنها من الأسماك التي يمكن أن تغير جنسها، حيث يمكن أن تتحول الأسماك الإناث إلى ذكور، والعوامل التي تؤثر على تلك العملية غير معروفة لحد الآن من قبل العلماء، على الرغم من وجود بعض المعلومات الأولية حول ذلك، ويعتبر هذا النوع من الأسماك من الأسماك الذكية والفضولية واللطيفة، والتي تفضل العيش بشكل منفرد، كما أنها تتجول في النهار بحثًا عن الفرائس، وتختبئ في الليل في الكهوف وبين الشعاب المرجانية، كما تختبئ في حال شعرت بالتهديد.[1]

أين تعيش سمكة الطرباني

يطلق أيضًا على سمكة نابليون اسم فيل الشعاب المرجانية، حيث تسكن الأسماك البالغة منها في منحدرات الشعاب المرجانية الخارجية المتصلة بأعماق المياه بالإضافة إلى الشعاب شديدة الانحدار في المناطق الساحلية، ويمكن أن تجعل من جزء من تلك الشعاب بمثابة منزل لها، بينما تعيش الأسماك الأقل سنًا في غابات الشعاب المرجانية الحية، ويمكن أن تتواجد هذه الأسماك في جميع أنحاء المحيطين الهندي والهادئ، من البحر الأحمر وساحل شرق إفريقيا إلى وسط المحيط الهادئ، وجنوبًا من اليابان إلى ميلانيزيا، بما في ذلك أراضي المحيط الهادئ الأمريكية، وهي من أنواع الأسماك المهددة بالانقراض، وهي لا تهاجر لمسافات طويلة جدًا، يمكن أن تهاجر ضمن مسافات قصيرة في موطنها.[1][2]

شاهد أيضًا: ما هي الكائنات الحية في البحر الأحمر

وصف سمكة الطرباني

تعتبر سمكة الطرباني من الأسماك النادرة جدًا التي تتميز بالمواصفات التالية:[1][2]

الشكل

يمكن تمييز سمكة نابليون بسهولة من خلال شفاهها السميكة والنتوء البارز على جباهها والذي يسمى قبعة نابليون، والزخارف الماسية على جلدها ورموشها الطويلة التي تخفي زوج من العيون قادرة على الدوران مقدار 360 درجة، كما تمتلك صفين من الأسنان.

الطول والوزن

كما تتميز هذه السمكة بأن طولها يمكن أن يتجاوز مترين أو سبعة أقدام للذكور بينما لا يتجاوز طول الإناث منها مترًا واحدًا، ويمكن أن يصل وزنها إلى 420 رطلاً كحد أقصى.

اللون

لها ألوان متنوعة حيث يغير الذكور لونهم باستمرار من الأزرق اللماع، أو الأخضر والأرجواني إلى الأزرق المخضر الباهت نسبيًا، حسب الحالة، بينما تكون الإناث باللون البرتقالي الذي يتحول إلى الأبيض في منطقة البطن، كما أن الأسماك الصغيرة غير البالغة تتميز بلون أبيض، مع وجود بعض الخطوط الغامقة باللون الأسود بالمناطق الواقعة قرب العينين، وكلا الجنسين يمتلك شريط أسود على الجانبين يصبح أغمق مع تقدم السمكة بالعمر.

عائلة سمكة الطرباني

الاسم العلمي لسمكة الطرباني هو Cheilinus undulates وهي تنتمي إلى عائلة الكيدمات أو اللبروسية أو سمك الرأس Labridae، وتعتبر سمكة نابليون من أنواع الأسماك المعمرة فهي تعيش قرابة 30 عامًا على الأقل، لكن معدل تكاثرها بطيء جدًا، مما ساهم في جعل أعدادها قليلة جدًا، حيث يبلغ عدد الأسماك في كل 10 آلاف متر مكعب من الماء في أماكن انتشارها حوالي 10 إلى 20 سمكة.

شاهد أيضًا: ما اسرع الاسماك

سلوك التكاثر

تستطيع أنثى سمكة نابليون أن تغير جنسها، وهي سمة تميزها عن غيرها من الأنواع ولا تزال العوامل التي تلعب دورًا في ذلك غير معروفة تماما، قد تستغرق السمكة فترة من خمس إلى سبع سنوات للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي، وهي من الأسماك البطيئة جدًا في التكاثر، ويعتبر سلوك التكاثر لديها جماعي حيث تتكاثر الذكور والإناث في مجموعة تزاوج أكبر قد تحتوي على أكثر من 100 فرد من الذكور والإناث، حيث تسبح كل من الذكور والإناث معًا، وتقوم بتغيير وضعية الزعانف للأعلى، والزعنفة الشرجية نحو الأسفل والبطن، ثم يتم رمي البيض الصغير في الماء، كما تقوم الذكور بإطلاق أمشاجها الذكرية فوق سطح الماء، وبعد تلقيح البيوض يحملها الماء نحو المياه السطحية لتفقس وتتحول إلى يرقات، حيث تبدأ دورة حياة اليرقات والتي تنمو حتى تصبح أسماك بحجم مناسب، لتهاجر بعد ذلك نحو الشعاب المرجانية وتعيش هنالك.[1][3]

سلوك التغذية

يتجول سمك الطرباني عبر الشعاب المرجانية بحثًا عن فريسة لها ضمن تلك الشعاب حيث تتغذى على أنواع بحرية ذات قشرة صلبة مثل الرخويات وشوكيات الجلد والقشريات واللافقاريات، وهي واحدة من الأنواع القليلة المعروفة بتناولها للحيوانات السامة مثل نجم البحر ذي التاج الشائك وذلك بفضل الشفاه السميكة التي تمتص السموم التي تطلقها الفريسة أثناء افتراسها، كما يمكن أن يساعدها على تناول فرائسها أسنان شديدة الصلابة ضمن مقدمة الفم على صحن الفرائس ذات القشور الصلبة، بالإضافة إلى مجموعة من الأسنان البلعومية تمكنها من مضغ فريستها بسهولة وبلعها، ومن المعروف عن هذا النوع من الأسماك بأنه يصطاد فرائسه في مجموعات، ويستخدم حركات الجسم والذيل والزعانف للتواصل مع الأسماك الآخرين أثناء الصيد.[1][2]

شاهد أيضًا: هل القرش يلد ام يبيض

كيف يمكن أن تغير سمكة الطرباني جنسها

يعتبر سلوك تغيير الجنس من السلوكيات الغريبة التي تتميز بها هذه السمكة عن غيرها، حيث تقوم الإناث فقط بتحويل جنسها إلى ذكور وذلك عندما يتم فقدان الذكر المسيطر أثناء التكاثر، وبشكل عام فإن الأسماك تنضج عند بلوغها 5 إلى 7 سنوات، ويمكن أن تكون ذكورًا او إناثًا، وأما عند بلوغ 9 سنوات للأنثى فهي قادرة على تغيير جنسها لتصبح ذكرًا للتزاوج مع الإناث الآخرين وذلك فقط عندما تتمتع بمجموعة من المزايا الخاصة مثل الحجم والقدرة على جذب الإناث.

التهديد بالانقراض

يعتبر لحم هذه الأسماك من اللحوم الشهية جدًا، وقد تزايد شعبيتها خلال الأعوام الأخيرة في البلدان الآسيوية، وقد شكل الصيد الجائر لهذه الأسماك بالإضافة إلى قلة تكاثرها تهديدًا حقيقًا لوجودها، كما تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري تهديدًا كبيرًا لها بسبب ارتفاع حرارة المياه، فقد بينت الدراسات أن أعداد هذه الأسماك انخفض بمقدار النصف خلال العقود الثلاثة الأخيرة.[3]

شاهد أيضًا: كم وزن قلب الحوت وما عدد نبضاته

وفي الختام تم التعرف إلى أهم المعلومات عن سمكة الطرباني، بالإضافة إلى المميزات الشكلية لتلك السمكة، وسولك التكاثر والتغذية، كما تم التعرف إلى بعض مزاياها، وقدرتها على تغيير جنسها، والتهديدات الأساسية لهذه الأسماك.

المراجع

  1. ^
    aqua.org , Humphead Wrasse , 26/5/2022
  2. ^
    biologicaldiversity.org , NATURAL HISTORY , 26/5/2022
  3. ^
    bioweb.uwlax.edu , Cheilinus undulatus , 26/5/2022