هل ينزل جبريل في ليلة القدر

جدول المحتويات

هل ينزل جبريل في ليلة القدر إلى الأرض، فالمعلوم هو أنّ جبريل عليه السلام هو رئيس الملائكة، وهو الملَك الموكّل بالوحي، فقد كان ينزل بالوحي إلى أنبياء الله تعالى قبل محمد صلى الله عليه وسلم، فهل ينزل إلى الأرض بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا المقال يتوقف موقع لبان جواب هذه المسألة، إضافة للوقوف على بعض المسائل الأخرى المرتبطة بها.

هل ينزل جبريل في ليلة القدر

ذهب العلماء إلى انّ جبريل عليه السلام ينزل إلى الأرض في ليلة القدر مع الملائكة، وذلك كما روى غير واحد من مفسري القرآن الكريم بالاعتماد على أقوال السلف، فقد روى الضحّاك أنّ جبريل عليه السلام هو المقصود بالروح في قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}،[1] فقال إنّ جبريل عليه السلام ينزل مع الملائكة في ليلة القدر كل عام ويسلمون على الناس، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي تسمى الساهرة او الطامة

صحة حديث يا جبريل هل ستنزل إلى الأرض من بعدي

يتناقل الناس حديثًا يقول:

“روي أن جبريل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في معركة مؤتة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل! هل تنزل بعدي؟ فقال: نعم يا رسول الله! أنزل عشرة مرات لرفع عشر جواهر من الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما ترفع؟ قال جبريل: الأولى أرفع البركة من الأرض، والثانية أرفع من قلوب الخلق الرحمة، والثالثة أرفع الشفقة من قلوب الأقارب، والرابعة أرفع العدل من الأمراء، والخامسة أرفع الحياء من النساء، والسادسة أرفع الصبر من الفقراء، والسابعة أرفع الزهد والورع من العلماء، والثامنة أرفع السخاء من الأغنياء، والتاسعة أرفع القرآن، والعاشرة أرفع الإيمان”.[3]

وهذا الحديث لا أصل له، وليس بين الأحاديث الضعيفة ولا الأحاديث الموضوعة التي جمعها العلماء في الكتب، فيدل على أنّه حديث العهد، وبذلك فالحديث موضوع ولا يجوز تناقله بين الناس إلّا على سبيل التحذير منه، وفوق هذا فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يخرج إلى غزوة مؤتة فكيف ينزل عليه في مؤتة وهو لم يكن فيها، وكذلك فالذي يُرفع من الناس أولًا هو الخشوع، وفي حديث لعمر رضي الله عنه أنّها الأمانة، وهذا الحديث المكذوب يزعم أنّها البركة، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كان النبي صلى الله عليه وسلم له اربع بنات منهن

مصافحة جبريل ليلة الْقَدْرِ

أورد ابن كثير رحمه الله أثرًا وصفه بالغريب والعجيب قد أورده بعض العلماء مُسندًا إلى كعب الأحبار، فيقول كعب:

“إن سدرة المنتهى على حد السماء السابعة مما يلي الجنة، فهي على حد هواء الدنيا وهواء الآخرة، علوها في الجنة، وعروقها وأغصانها من تحت الكرسي، فيها ملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله عز وجل، يعبدون الله عز وجل على أغصانها، في كل موضع شعرة منها ملك. ومقام جبريل عليه السلام في وسطها، فينادي الله جبريل أن ينزل في كل ليلة قدر مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهى، وليس فيهم ملك إلا قد أعطي الرأفة والرحمة للمؤمنين”.[4]

“فينزلون على جبريل في ليلة القدر، حين تغرب الشمس، فلا تبقى بقعة في ليلة القدر إلا وعليها ملك، إما ساجد وإما قائم، يدعو للمؤمنين والمؤمنات، إلا أن تكون كنيسة أو بيعة، أو بيت نار أو وثن، أو بعض أماكنكم التي تطرحون فيها الخبث، أو بيت فيه سكران، أو بيت فيه مسكر، أو بيت فيه وثن منصوب، أو بيت فيه جرس معلق، أو مبولة، أو مكان فيه كساحة البيت، فلا يزالون ليلتهم تلك يدعون للمؤمنين والمؤمنات، وجبريل لا يدع أحدًا من المؤمنين إلّا صافحه، وعلامة ذلك من اقشعر جلده ورق قلبه ودمعت عيناه، فإن ذلك من مصافحة جبريل”.[4]

وهذا الأثر رواه الإمام ابن كثير وعلّه بالغرابة، فهو بذلك يشير إلى ضعف الحديث، والظاهر أنّه من الإسرائيليات،[4] والإسرائيليات لا تُكذَّب ولا تُصدَّق، إلّا إذا كان هنالك ما يؤيدها أو يُعارضها في الكتاب والسنة، والله أعلم.[5]

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل ينزل جبريل في ليلة القدر بعد معرفة إجابة هذه المسألة، وبعد الوقوف على بعض المسائل المتعلقة بليلة القدر والوقوف على بعض ما ينسبه العوام لهذه الليلة مما يزعمون حدوثه فيها.