مبادرة «الكتاب للجميع».. هل تحفّز المؤلفين لرفع وتيرة الإنتاج الثقافي ؟

تفاعل كُتّاب وناشرون مع مبادرة «الكتاب للجميع» التي جاءت ضمن مبادرات إستراتيجية هيئة الأدب والنشر والترجمة بهدف تفعيل الحوار المجتمعي في أطر ممنهجة؛ وذلك لتحقيق غاية التجربة القرائية في زيادة الإثراء المعرفي والثقافي بين أفراد المجتمع، والاستفادة من التطور التقني الذي سهّل على القرّاء تحصيل مبتغاهم وإشباع نهمهم الثقافي.

جودة

وأشار الكاتب عبدالوهاب أبو زيد إلى أن الانعكاس المأمول لمبادرة «الكتاب للجميع» على عقول النشء، وأطياف المجتمع سيكون إيجابياً؛ بشرط عدم ركونها للعناوين المكررة دون إنجاز، والتغلب على التحدي الكبير الذي يواجهها في كيفية تقديمها بطريقة جاذبة ومغرية وسهلة للجيل.

وقال أبو زيد إن أي مبادرة جادة ومدروسة جيداً لتوفير الكتاب للجميع، مع مراعاة توجهات واحتياجات الشرائح المستهدفة سيكون لها تأثير إيجابي في تحسين الجودة القرائية.

وعن تركيز مبادرة «الكتاب للجميع» على الاستفادة من التقنيات الحديثة في ترويج الكتب والثقافة القرائية، ذكر أبو زيد أن «النجاح في اختراق وسائل التواصل الحديثة، وتوظيف الأجهزة وبرامجها وتطبيقاتها الموجودة بالفعل، وتصميم تطبيقات وبرمجيات خاصة لأغراض محددة؛ سيحقق إثراء وتنمية وتعزيز حضور القراءة في مفردات الحياة اليومية للجيل الجديد».

ريادة

فيما أكد الناشر عبدالرحيم الأحمدي أن هذه المبادرة ستساهم في نشر المعرفة، وتعزيز الإنتاج الإبداعي من خلال ملء فراغ المجتمع بمحتوى ثري يرفع من الذائقة الثقافية، إضافة لتحفيز المؤلفين والناشرين على مضاعفة الجهد والعطاء لمواكبة حجم الطلب على الكتب، وتقديم ما يجذب القارئ، ويلبي حاجته الفكرية.

وقال «مما لا شك فيه أنّ المبادرة من الأفكار الرائدة التي تُقام بجهود وزارة الثقافة، وستساهم في ترويج الكتاب للقارئ أينما وجد، خصوصاً عندما تكون الكتب المطروحة للقراءة جاذبة وغير روتينية أو منفرة، وهذا المشروع يدفع لإتاحة المجال لإقامة أنشطة ومسابقات ثقافية تسهم في تعزيز هذا السلوك الحضاري».

وأضاف «ينتظر من المؤلفين أيضاً المبادرة بتقديم مؤلفاتهم للمكتبات ومراكز القراءة، والتوصية بإهداء مقتنياتهم الشخصية للمكتبات العامة، ومراكز الأحياء في حال الاستغناء عنها».

هَوَس

ووصفت مشرفة فريق فكر للقراءة فاطمة العلي مبادرة «الكتاب للجميع» بالسامية لكونها تسهم بشكل كبير في إثراء الساحة الثقافية التي تحتاج للتغذية الفكرية المستمرة، وتعزز لفكرة القراءة الجماعية، وتبادل الآراء، ومد الجسور نحو الآخر، لتوسع الدائرة المعرفية للفرد والمجتمع، والمساعدة على الابتكار والتجديد، وتحسين المحتوى الثقافي. وأضافت العلي «من المعروف هوس الأجيال الناشئة بالتكنولوجيا، ومتابعة المنصات الإلكترونية، وهذا يجعلنا ننظر إلى تكثيف الجهود في تحديث المحتوى الإلكتروني، واستحداث منصات تعنى بتصنيف الكتب وتُسهّل على الآباء اختيار الكتب المناسبة لأبنائهم وسهولة الوصول إليها». واختتمت فاطمة العلي مؤكدة «أصبح المحتوى المرئي والمسموع كقنوات البودكاست واليوتيوب أسهل وصولاً، وأكثر متعة، ويمكن استغلالها في الكتب المسموعة، وتصوير حلقات للمراجعة، ومناقشة الكتب؛ لتكون مرجعاً يمكن مشاهدته، أو الاستماع إليه في كل وقت وأي مكان».