| «أحمد» تعرض لحادث وأصيب بالشلل الرباعي: «بحلم بوظيفة اصرف منها على نفسي»

«يكفيني إني خرجت من المياه عايش».. هكذا عبر الشاب العشريني أحمد جمال، ابن محافظة الغربية، عن تجربته المريرة بعد عرضه لحادث قبل 6 سنوات، جعله مصابًا بالشلل الرباعي وملازمًا لكرسيه المتحرك، ورغم حدوث تحول كبير في حياته، إلا أنه يتمتع بدرجة هائلة من الرضا والسعادة ولا زال قلبه ينبض بالأحلام وينتظر المستقبل بفرح.

إصابة «أحمد» بشلل رباعي

روى «أحمد»، صاحب الـ25 عامًا، خلال حديثه لـ«»، أنه في أثناء قضائه الإجازة الصيفية على أحد شواطئ مدينة رأس البر بمحافظة دمياط رفقة العائلة والأصدقاء، تعرض لحادث سقوط خاطئ في المياه وارتطم رأسه بشدة في الرمال ما نتج عنه إصابته بكسر في الفقرة الخامسة العنقية وكدمة في الحبل الشوكي، ما أدى إلى شلْ حركة الجسم بالكامل عدا الرقبة.

«أول ما اتخبطت جسمي أتشل في نفس اللحظة».. قالها «أحمد»، ابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وأنه حاول حينها الخروج من المياه لينقذ نفسه من الغرق لكنه عجز تمامًا وراح يستسلم للموت، وخلال دقائق معدودة راحت المياه ترفعه على سطحها ليهرول إليه الجميع بمجرد رؤيته وينقذوه.

محطات في حياة «أحمد» بعد الحادث

نجا الشاب العشريني وقتها من الغرق، ليبدأ رحلته مع الشلل الرباعي من خلال التردد على الأطباء والمستشفيات وإجراء جلسات العلاج الطبيعي، ليستعيد تحكمه في حركة ذراعيه بشكل بسيط، إلا أن نصفه السفلي لا يزال عاجزًا تمامًا: «في البداية لما بدأت استوعب أني حصلي حادثة، ربنا كان مديني تقبُّل للموضوع، وكان في دماغي أنها حاجة مؤقتة وهرجع بعدها لحياتي الطبيعية».

نبرة حزينة تملَّكت صوت الشاب العشريني وهو يستعيد ذكرياته مع الـ حادث ومشاعره الثقيلة وقتها، ليوضح أنه مع مرور الوقت تأكد أن هذا الوضع لن يكن أبدًا مؤقتًا وإنما دائمًا، ولن يعود إلى حياته الطبيعية بل سيبقى ملازمًا لكرسيه المتحرك، مضيفًا أن ذلك أرهق نفسيته بشدة وجعله غير راغب في الحديث مع أحد أو حتى الخوض في معارك الحياة وتحدياتها.

«أحمد»: بشكر ربنا على اللي حصلي

«بعدها وجهة نظري اتغيرت خالص ويكفيني إني خرجت من المياه عايش لأني مكنتش مستعد أقابل ربنا»، وفقًا لـ«أحمد»، وأنه على يقين أنه رغم إصابته بشلل رباعي، إلا أنه لا زال لديه الكثير من مصادر القوة ليستثمرها ويستفيد منها: «أنا راضي باللي حصلي وبشكر ربنا أنه أداني فرصة أتوب وأستعد لملاقاة وجهه الكريم في أي وقت».

بعيدًًا عن أمنية الشفاء الكبرى التي يتمناها الشاب العشريني الذي تخرج في كلية تجارة جامعة طنطا 2019، إلا أنه ولإيمانه بقدرة الله وتفائله بالمستقبل وتقبله لظروف مرضه، راح يتمنى الحصول على وظيفة تمكنه من إثبات ذاته وسط الجميع: «محتاج اعتمد على نفسي».