| «أحمد» شيال لمدة 11 ساعة صباحا.. ومدرب جيم متطوع مساءً

من صغره تعود على التعب والشقاء، يقضي ساعات طويلة في النهار تحت أشعة الشمس الحارقة، حاملا على كتفيه مواد البناء التي ينقلها من مكان لآخر، من أجل بعض الجنيهات التي يتقاضاها نهاية الشهر، أما في الليل، يقضي أحمد جمال، 22 عاما، ساعات طويلة في «الجيم» ليمارسة هوايته المفضلة، بل وتعليمها للبعض، فهو يشرف على تمرين 10 أشخاص يوميا، دون مقاضاة أي أموال منهم، ما جعلهم يطلقون عليه لقب «كابتن الغلابة».

يحكي «أحمد» لـ«»، أن الظروف اضطرته قبل 12 عاما، للعمل كـ«شيال» بأحد الأماكن المخصصة لتجارة مواد البناء، مثل «الأسمنت والطوب»، واستمر في العمل سنوات طوال مع الدراسة، حتى تخرج في الثانوية الصناعية، موضحا: «شغال من وأنا عندي 10 سنين، عشان بحب أعتمد على نفسي، وكملت سنوات الدراسة وخلصت دبلوم صنايع، كان نفسي أكمل وأدخل كلية هندسة بس ظروفي ماسمحتش».

يوم «أحمد» بين العمل والجيم

يستيقظ «أحمد» يوميًا في السادسة صباحًا، ويذهب لعمله في مدينة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، ويستمر في حمل مواد البناء حتى 5 مساءً، ويعود لمنزله قبل آذان المغرب، يحضر نفسه جيدًا، ويجهز وجباته التي يتناولها في «الجيم»، ثم يذهب إلى هناك: «بفضل شغال طول اليوم وبتحاسب بـ(الطن) حسب اللي أشيله، ولما بخلص بروح الجيم أفضل أتمرن ولما أخلص، بفضل أساعد الناس وأمرنها، لأني بحب التمرين من زمان وعندي خبرات فيه، وكل ده بصفة مجانية».

ظروف صعبة مر بها «أحمد»

مر «أحمد» بالعديد من الظروف التي قد تجلعه ييأس، مثل وفاة أخيه منذ 6 أشهر، وتعرضه لإصابة اضطر على إثرها للتوقف عن التمرين عدة أشهر، وساءت حالته النفسية: «في الفترة دي مالقيتش حد دعمني غير خالتي، اللي وقفت جنبي لحد ما رجعت أتمرن تاني، وكل اللي بيطلب مني حاجة بعملهاله».