| «أحمد وزيناهم».. زوجان يجنيان رزق أبنائهما من القمامة: نفسنا في مشروع

رحلة كفاح شاقة ومؤلمة يعيشها الزوجان «أحمد وزيناهم»، من أجل إعالة أطفالهما، إذ يقضيان يوميًا ما يقرب من 18 ساعة على أكوام الزبالة يُنقبان ويفتشان أكياسها أملًا في أن تمنَّ عليهما بقطع الخردة يجمِعاها سويًا ليبيعاها آخر اليوم وينفقا ثمنها على احتياجات أسرتهما الصغيرة. 

وجه نحيف ولحية أنبتت بطريقة عشوائية وملابس متواضعة للغاية وقلب صامد وراضي.. هكذا حال الزوج أحمد مرزوق، صاحب الـ47 عامًا، والذي كان يعمل في بيع الفاكهة، قبل أن تتدهور تجارته منذ 5 سنوات ويضطر لملازمة أكوام القمامة بحثًا عن رزقه، بحسب ما روى لـ«»، مُضيفًا أنه بسبب أزمته في بيع الفاكهة تراكمت عليه مجموعة من الديون أحتاج لسدادها إلى بيع عفش شقته، موضحًا أن العيش في شقة خالية من الأثاث أفضل لديه من شقة ممتلئة مع ديون.

حب مُريح ورحلة مؤلمة

وهو نفس ما أكدته الزوجة زيناهم حسني، الفتاة الشابة صاحبة الـ26 عامًا التي جمعت بين الجمال والبساطة والقدرة على تحمل المسؤولية والعمل، بالإضافة إلى صفات الزوجة الحنون التي تقف دائمًا إلى جوار زوجها تعضده دون تذمر: «مش مشكلة عفش البيت كل حاجة تتعوض، المهم أن محدش يطالب جوزي بحاجة ولا يكون له عندنا حاجة»، مُضيفة أنهما من أجل سداد الديون إضطرا إلى بيع الثلاجة والبوتوجاز وأدوات المطبخ بالإضافة إلى الأنتريه وبعض قطع الأثاث الأخرى. 

بالرغم من المشاق الكبيرة التي يتكبدها الزوجان خلال ساعات عملهما اليومية والتي تُبرهن عليها ملابسهما المتواضعة والعرق المُتصبب من جباههما رغم برودة الجو، إلا أن الجميل في قصتهما هي مشاعر الحب والاحترام المتابدلة بينهما، وهو ما يظهر في تعاملهما وخوف كل منهما على الأخر وتفضيله على نفسه: «أهم حاجة آخد بالي من مراتي وعيالي في الشغل، هي باعت كل عفشها ويعتبر مخلش حاجة علشان نسدد ديونا، بس ربنا هيكرمنا ونرجع كل حاجة»، بحسب الزوج، الذي أضاف أن لديه 3 بنات هما «شهد» 8 سنوات، و«مودة» 5 سنوات، و«وعد» 3 سنوات.

«الزوج»: نفسي في مشروع علشان أعفي مراتي من الشغل

«بنشتغل من الساعة 6 الصبح لـ 12 بالليل ونفسنا حالنا يبقى أحسن».. قالها الزوج، موضحًا أنه يدفع 550 جنيهًا إيجار شهري للشقة إلى جانب الفواتير الأخرى، لافتًا إلى أنه لا يحصل على أي معاش كما أن بطاقته التموينية لا تضم سوى فردًا واحدًا ما يجعلهما يتكبدان مصاريف أكثر من أجل شراء السلع والاحتياجات المنزلية، مُشيرًا في نهاية حديثه إلى أنه يتمنى الحصول على معاش أو امتلاك مشروع يستطيع معه رعاية أسرته وإعفاء زوجته من العمل.