أب مكلوم، يبحث عن ذكرى لابنه المتوفى، كل شيء يربطه بابنه يحافظ عليه مثل عينيه ولا يتخلى عنه مهما بلغ الثمن، الهاتف المحمول، الساعة، الأوراق، كلها أشياء ظلت مع والد ووالدة طالب بالثانوية العامة، بعد وفاته العام الماضي، ولكن تبقى لهم شيئًا واحدًا فقط، وهو «تابلت» الدراسة الخاص بالفقيد، تمتلكه الأسرة لكن دون راحة، فالمدرسة بشبين الكوم ترفض وجوده مع الأسرة، في حين يبحث الوالد عن كل السُبل ليتمكن من الاحتفاظ به.
شهور ظل خلالها عبد الله مصطفى، يبحث عن طريقة ليتمكن بها من الاحتفاظ بتابلت طلاب الثانوية الخاص بابنه «عبد الرحمن» المتوفي، لكن دون جدوى، يتحدث الوالد لـ«»، عارضًا مُشكلته: «لما المدرسة عرفت إن ابني اتوفى بعد ما خلص امتحاناته السنة اللي فاتت طلبت مني التابلت، أنا معنديش مشكلة إنهم ياخدوه لكن التابلت كان عليه كل حاجة خاصة بابني، قلت لهم أنا محتاج التابلت وأدفع لكم تمنه».
محاولات وعروض.. دون جدوى
محاولات وعروض قدمها «عبد الله» لإدارة شبين الكوم التعليمية، أبرزها شراء التابلت منهم مقابل مبلغ من المال: «قالوا لي احنا مش بناخد فلوس، قلت لهم اعتبروه تبرع، قالوا لي احنا محتاجين التابلت»، وبعد محاولات عديدة، عرضت الإدارة التعليمية حلًا لوالد طالب الثانوية: «قالوا لي أعمل مذكرة فقد للتابلت وهاتهالنا، قولت أنا مش هعمل مُذكرة فقد وهو مش ضايع».
عرض الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي.. ووكيل الوزارة يتدخل
منذ 6 أشهر، والحال على ما هو عليه، طلبات من الإدارة التعليمية كل فترة بالحصول على تابلت الطالب «عبد الرحمن»، واستماتة الأب لبقاء شيئًا من رائحة ابنه المتوفى بحوزته، إلى أن طفح به الكيل، فقرر نشر ما يحدث معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد انتشار قصته تواصلت معه مديرية التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، ويحكي لـ«»: «مدير العلاقات العامة في التربية والتعليم بشبين الكوم اتصل عليا وحدد معايا موعد لمقابلة وكيل الوزارة خلال الأيام اللي جايه».