| أعمال تدخلك الجنة وتبعدك عن النار.. احرص عليها يوميا

حرص الصحابة رضي الله عنهم، على سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يُشكل عليه من أمور دينهم ودنياهم، وكانت الجنة هي شغلهم الشاغل الذي يتسارعون فيه من أجل الوصول إليها، ولذا، ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار، وقد أجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال بحديث طويل مفيد.

ولذا نقدم لكم خلال هذا التقرير، أعمال أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل، تدخله الجنة وتبعده عن النار.

عمل يدخلك الجنة ويبعدك عن النار

حسب ما ذكر الشيخ حمدي نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، بأنه ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه قال: قلت: يا رسول الله أخبرني عن عمل يُدخِلُنِي الجنة ويُبَاعِدُني عن النار، قال: «لقد سألت عن عظيم وإنه ليَسيرٌ على من يَسَّره الله تعالى عليه: تعبدُ الله لا تشركُ به شيئًا، وتُقيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتَصومُ رمضانَ، وتَحجُّ البيتَ. ثم قال: ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ الصومُ جُنة، والصدقة تُطفئ الخطيئةَ كما يطفئ الماءُ النارَ، وصلاة الرجل في جَوف الليل ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى إذا بلغ {يعملون} ثم قال ألا أُخبرك برأس الأمر وعموده وذِروة سَنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذُروة سَنامه الجهاد. ثم قال: ألا أُخبرك بمِلاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه وقال كُفَّ عليك هذا. قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّك، وهل يكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم (أو قال على مَنَاخِرِهم) إلا حَصائدُ ألسنتِهِم؟.

شرح الحديث

وأضاف نصر خلال حديثه لـ«» بأن هذا الحديث يرشدنا إلى أن العمل الذي ينجى من النار ويدخل الجنة هو عبادة الله وحده دون من سواه، مع القيام بما فرض الله على العبد من صلاة وزكاة وصوم وحج، وأن الجامع لوجوه الخير صدقة التطوع والصوم والتهجد في جوف الليل، وأن رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وأعلاه الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله، وأن ملاك ذلك كله بأن يمسك الإنسان عن الكلام الذي يفسد هذه الأعمال إذا عملها، فليحذر كل مسلم إذا عمل أعمالا صالحة أن يطلق لسانه بما ينفعها أو يبطلها؛ فيكون من أصحاب النار.

ومما يرشد إليه الحديث أيضًا حسب «نصر» حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، ولهذا يكثر منهم سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن العلم، وهمة معاذ بن جبل رضي الله عنه حيث لم يسأل عن أمور الدنيا، بل عن أمور الآخرة، وأنه يثبت الجنة والنار، والإيمان بهما أحد أركان الإيمان الستة، وأن العمل يدخل الجنة ويباعد عن النار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على هذا، والتوفيق بيد الله عز وجل، فمن يسر عليه الهداية اهتدى، ومن لم ييسر عليه، لم ييسر له ذلك.