| «أم مصطفى» 20 عاما في تجارة الثلج وقيادة سيارات النقل: «كتفي شال كتير»

كي تواكب مهنتها، وتستطيع إثبات نفسها، غيَّرت أسلوبها وطريقة تعاملها، استغنت عن أنوثتها وأصبحت تتحدث كالرجال، لتستطيع العمل وسط التجار بعد وفاة زوجها في مهنة ارتبط اسمها لوقت طويل بالرجال فقط، تخرج صباحًا وتستقل سيارتها الربع نقل، لتوزيع قطع وألواح الثلج على التجار ومحال العصير والسمك، بمفردها، تقود السيارة، وتنقل الثلج، دون أي مساعدة، بدأت من الصفر، حتى أصبحت رائدة المجال بمنطقتها.. «كتفي شال كتير».

الحاجة عبير فؤاد، الشهيرة بـ«أم مصطفى» تعمل منذ أن كان عمرها 20 عامًا في تجارة ألواح الثلج بإحدى مناطق الجيزة، وهي مهنة والدها ووالدتها، تزوجت مُبكرًا وأنجبت طفلين، ثم توفي زوجها وهي ما زالت في سن العشرين من عمرها، لتتحول حياتها رأسًَا على عقب، وتضطر إلى العمل، كي تلبي احتياجاتها واحتياج أولادها، بعد وفاة والديها وزوجها.

تحكي «أم مصطفى» لـ«»، بداية عملها في نقل ألواح الثلج، إذ يعد عملًا موسميًا أثناء فصل الصيف فقط، وبدأت العمل فيه بواسطة «توك توك»، وفقا لها: «مالقتش قدامي غير إني أشتغل نفس شغلانة والدي، العربيات كانت مع إخواتي ومحدش هيسيب حياته علشاني، وماكنتش بعرف أسوق، بقيت بجيب التلج من التاجر وأنقله بالتوك توك للمحلات».

«سنة خير» غيرت من عملها بعد 3 سنوات على «التوك توك»

3 سنوات، استمرت في العمل بنقل الثلج دون سيارة خاصة بها فكان «التوك توك» هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لديها: «كنت بركب التوك توك وأمسك التلج بإيدي وأنا راكبة عشان مايقعش، اتبهدلت كتير، وصبرت لغاية ما ربنا كرمني»، وفي عام واحد فقط تصفه بـ«سنة خير»، تحولت حياة الحاجة «أم مصطفى»، فاشترت عربة ربع نقل، وبدأت بتعلُم القيادة، ولكن المرة الأولى التي ظهرت فيها، لم يتركها سكان منطقتها في حالها: «الناس كانت مستغربة وكانت سيرتي على كل لسان».

تروي لـ«»: «الناس كلها كانت مستغربة، إزاي واحدة ست راكبة نقل، والمجال كان كله رجالة، ووقتها كنت لسه صغيرة، حولت نفسي من واحدة ست لراجل على هيئة ست، حولت نفسي في اللبس والمعاملة، والحمد لله ربنا كرمني».

خطة زادت من شهرة الحاجة «أم مصطفى»

اتبعت «أم مصطفى» خطة ذكية في تجارة الثلج زادت من شهرتها، ففي فترة معينة من العام، يختفي الثلج من المحال، ولا يتوفر إلا في ثلاجاتها، فيسرع التجار إلى شرائه والتعامل معها: «اتشهرت بسبب كده، وعرفت التجار وبدأوا يتعاملوا معايا، كبرت في المهنة وجبت عربية صغيرة تانية، اتعلمت كتير، حتى صيانة العربيات كمان اتعلمتها، بس عانيت كتير، وأولادي كمان بيساعدوني بعد ما كبروا».

20 عامًا.. الحاجة «أم مصطفى» في مهنة تجارة ألواح الثلج

استمرت الحاجة «أم مصطفى»، التي تعمل في مهنة ألواح الثلج منذ أكثر من 20 عامًا، في العمل، وأصبحت رائدة المهنة وأكثرهم شهره في منطقتها والمناطق المجاورة، واشترت سيارة جامبو كبيرة، لنقل الثلج من من المصانع إلى المحلات، ولديها سيارتين، أطلقت عليهما اسم «الحاجة»: «بدأت أتعامل مع المصانع بشكل مباشر، بسافر بالعربية أجيب التلج من المصانع وأرجع، وكبرت في المهنة وربيت عيالي منها، خير ربنا عليا كان كبير، أنا شقيت وكنت في الشارع بالـ3 أيام عشان الشغل».