| أين الله؟.. سؤال شائك تجيب عنه دار الإفتاء

«أين الله، وهل هو في السماء؟».. سؤال قد يوجه للبعض في حال الدخول بالمناقشات المتعلقة بالمولى عز وجل، مما يجعلهم يترددون في الإجابة الدقيقة، وهذا ما علقت عليه دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، قائلة إنه إذا سأل شخص أين الله؟ أجبناه بأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ كما أخبر سبحانه عن نفسه في كتابه العزيز: تعالى: «ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير».

دار الإفتاء المصرية ترد على سؤال «أين الله؟»

وأشارت دار الإفتاء المصرية، أنه لابد من إخبار السائل عدم تطرق ذهنه إلى التفكر في ذات الله سبحانه وتعالى بما يقتضي الهيئة والصورة، حيث هذا خطر كبير يفضي إلى تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه، ويجب التقكير في دلائل قدرته سبحانه وآيات عظمته فنزداد إيمانًا به سبحانه.

ولكن في حال السؤال عن «أين الله؟» كمسألة تفصيلية من مسائل علم الكلام وأصول الدين، أوضحت «الإفتاء» أن المسلم يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود، ومعنى كونه تعالى واجب الوجود: أنه لا يجوز عليه العدم، فلا يقبل العدم لا أزلًا ولا أبدًا.

ووجود الله تبارك وتعالى ذاتي ليس لعلة، بمعنى أن الغير ليس مؤثرًا في وجوده تعالى، فلا يعقل أن يؤثر الزمان والمكان في وجوده وصفاته.

وإن قُصد بهذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات الله، والذي تقتضي إجابته إثبات الجهة والمكان لله سبحانه وتعالى، فلا يليق بالله أن يسأل عنه بـ«أين» بهذا المعنى؛ لأن الجهة المكانية من الأشياء النسبية الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئًا بجهة معينة يقتضي أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلًا: السماء في جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التي تعلوها وهكذا، وما دام أن الجهة نسبية وحادثة فهي لا تليق بالله سبحانه وتعالى.

وأكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز وصف الله سبحانه وتعالى بالحوادث، ولا السؤال عنه بما يقتضي وصفه بذلك، فلا يسأل عن الله بـ«أين» بقصد معرفة جهة ذاته سبحانه ومكانها؛ وإنما يجوز أن يسأل عنه بـ«أين» بقصد معرفة ملكوته سبحانه.