| «احنا أسفين يا صلاح».. هزيمة مصر أمام إثيوبيا بدأها اتحاد الكرة

سقوط مريع وهزيمة منكرة لمنتخب مصر الأول لكرة القدم أمام نظيره الإثيوبي بهدفين نظيفين ضمن منافسات الجولة الثانية من تصفيات أمم أفريقيا 2023، لأول مرة منذ 33 عاما، أصابت الجماهير التي تتنفس كرة القدم كالهواء بإحباط شديد، وخيبة أمل كبيرة في الإدارة الفنية الجديدة بقيادة إيهاب جلال، ومن قبله اتحاد الكرة برئاسة جمال علام الذي يتسم أدائه بالتخبط والعشوائية منذ وصوله إلى الجبلاية، وآخرها ما جرى من «مهزلة» تحت مسمى تكريم محمد صلاح، تلك اللحظة التي بدأت فيها الهزيمة من إثيوبيا. 

فضيحة كارثية بكل المقاييس تسببت في حزن عارم وغضب واحتقان، بل ومطالبات بإقالة إيهاب جلال أو التقدم باستقالته، في الوقت الذي أعاد فيه الفرعون المصري كعادته دائما الابتسامة إلى الوجوه بعد المباراة مباشرة إذ نجح الدولي في التتويج بجائزة أفضل لاعب ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المنصرم، خلال حفل توزيع جوائز الأفضل، المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية.

وفي مشهد بائس، ظهر لاعبو منتخب مصر وجهازهم الفني بائسين ولا حيلة لهم، أمام السيل الإثيوبي الهادر متلاعبين بهم على البساط الأخضر، لتهتف الجماهير من حناجر مهزومة مكسورة «احنا أسفين يا صلاح»، وكأن الجماهير تحمل نفسها أخطاء جمال علام ومجلسه بما سببوه من ألم للنجم الأسطوري، واضعين مقارنة مدهشة بين ما حدث معه، والتكريم الذي تلقاه النجم الكوري «سون» في بلاده. 

ياسر ثابت: تكريمٌ متأخر ومخجل

عن التكريم المخجل كما وصفه الدكتور ياسر ثابت الكاتب الصحفي ومؤلف كتاب «الملك والفرسان الثلاثة» الذي يتناول في جزء منه الفرعون المصري محمد صلاح، قائلا: يبدو التكريم المتعجل الذي ناله محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي «ليفربول» الإنجليزي، على هامش عملية الإحماء، قبيل لقاء منتخبي مصر وغينيا في استاد القاهرة الدولي، ليثير عاصفة من الانتقادات المبررة، مخجلًا إلى أبعد حد، أما نوع التكريم نفسه، فقد اختار ما يستحق السخرية: «درع مماثل لما يقدمه برنامج “العباقرة” التليفزيوني للطلبة الفائزين في مسابقات المدارس».

وأضاف «ثابت» في تصريحات لـ«»: هذا الدرع الموجود لدى «كريستال عصفور»، إلى جانب قلادة غريبة أصروا على أن يرتديها صلاح قبل أن يخلعها سريعًا، تبيّن إلى أي حد لا يفهم اتحاد الكرة المصري أهمية إنجازات صلاح، فقد فاز هذا الموسم، بعدد من الجوائز الفردية، مثل الحذاء الذهبي لهداف البريميرليج، وأفضل صانع أهداف بالمسابقة، وكذلك أفضل لاعب من رابطة نقاد كرة القدم الإنجليزية، وخلال المواسم الأربعة الأخيرة، كان هدافا للدوري القوي في ثلاثة مواسم، إما منفردًا أو بالمشاركة مع لاعبين آخرين.

ثابت: 160 كتابا عن صلاح باللغة الإنجليزية 

أوضح ياسر ثابت، أن محمد صلاح، الذي تجاوز عدد الكتب الصادرة عنه باللغة الإنجليزية 160 كتابًا حتى الآن، ونُشرت عنه بضعة كتب باللغة العربية، من بينها كتابي «الملك والفرسان الثلاثة»، لم يعد مجرد لاعب كرة قدم مصري، بل إنه يعد بكل المقاييس، أحد أفضل لاعبي الكرة في العالم الآن، قائلا: إننا نتحدّث عن لاعب دخل قائمة الأساطير في الدوري الإنجليزي، وأصبح ضمن قائمة أفضل 20 هدافًا في تاريخ «البريميرليج»، ونجح في حصد كل الألقاب الممكنة في كل بلدٍ لعب فيه محترفًا، من سويسرا إلى إيطاليا وإنجلترا.

وطالب الدكتور ياسر ثابت بالمقارنة بين ما حدث مع صلاح وسون «قارنوا بين ما جرى في استاد القاهرة، والتكريم الذي ناله المهاجم هيونج مين سون لاعب توتنهام هوتسبير الإنجليزي، بعد حصوله على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في الدوري الإنجليزي، مناصفة مع محمد صلاح»، لقد منح رئيس كوريا الجنوبية المهاجم هيونج مين سون أعلى وسام رياضي في البلاد، لمجرد اقتسامه لقب هداف الدوري مع صلاح.

واختتم ثابت تصريحاته بقوله: «دعونا لا ننسى الاستقبال الجماهيري اللائق لمهاجم توتنهام في المطار لدى عودته إلى بلاده»، مضيفا أن عبارة «نفخر بك دائمًا» المنقوشة باللغة الإنجليزية على الدرع المقدمة من وزير الشباب والرياضة ومعه رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم جمال علام، جملة لا محل لها من الإعراب، فالتكريم بهذه الطريقة، لا يقل سوءًا عن عدم التكريم أصلًا، لكن القائمين على الرياضة في بلادنا غائبون عما يجري في العالم حولنا.