| «الفطريات تصرخ في الغابة».. اكتشاف غريب يصيب باحثين يابانيين بالذهول

إذا كنت تتسائل عن الشيء الذي ليس له عيون أو آذان أو أدمغة أو أعصاب ولكنه لا يزال قادرًا على الكلام، فالإجابة بحسب بعض الباحثين هو الفطر، فعلى الرغم من أنّه يبدو سهل الانقياد ويصنف من النباتات، إلا أنّ هذه الفطريات الجامدة لديها طرق مذهلة للتواصل بدأ الباحثون فقط في فهمها.

استخدام الإشارات الكهربائية

وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «Fungal Ecology» أنّ سلالة معينة من الفطر تبدو وكأنها تتحدث باستخدام الإشارات الكهربائية، ومن المثير للاهتمام أنها تتجاذب أطراف الحديث بشكل خاص بعد هطول أمطار لطيفة، ولم يكن لديهم الوقت للتعمق في الموضوع، لكنهم تأكدوا فقط من أن الفطريات تتفاعل بدقة مع التأثيرات الخارجية.

وبناء على هذه الدراسة، قام فريق من الباحثين اليابانيين بإدخال أقطاب إبرة تحت الجلد في أغطية وشرائح نوع من الفطر يسمى Laccaria bicolor يُعرف أيضًا باسم «الفطر المخادع»، لأنه بمجرد أن يتقادم ويتلاشى، قد يكون من الصعب التعرف عليه.

وقام فريق بقيادة يو فوكاساوا من جامعة توهوكو، بإدخال أسلاك متشابكة في 6 من عيش الغراب، وبدت النتيجة النهائية وكأنها مشروع تركيبي غريب، فعندما تم تركيب الأسلاك لم تمطر خلال أسبوعين تقريبًا،  فكان الفطر يرسل إشارات ضعيفة من وقت إلى آخر، ولكن في اليوم التالي اجتاح إعصار  أدى إلى سقوط حوالي 30 ملم من الأمطار، وأصبحت الإشارات أكثر توترًا، وازدادت قوتها بشكل ملحوظ وأحيانًا تجاوزت 100 ملي فولت.

الفطر يبلغ جيرانه ببعض الأشياء

القياسات أيضًا أظهرت أنّ الفطر لم يكن يصرخ في الفضاء بحسب، بل تمكن أيضًا من إبلاغ جيرانه بشيء ما، فقد تم توجيه إشارات إليها بالضبط، ويرجح العلماء أنّها كانت رد فعل على المطر ولكن لم يتوصل العلماء لماذا.

البروفيسور أندرو أداماتسكي، الأستاذ في الحوسبة غير التقليدية في قسم علوم الكمبيوتر ومدير مختبر الحوسبة غير التقليدية بجامعة غرب إنجلترا، الذي استخدم أقطاب إبرة تحت الجلد لتسجيل النبضات الكهربائية من أربعة فطريات مختلفة، اكتشف أنّ النبضات الناتجة تشبه في تركيبها لغة البشر، وتتبع أنماط التكرار المميزة كالكلمات في الجمل، وقد تصل الجملة إلى حوالي 9 أحرف، وفي بعض الأحيان كلمات مكونة من 3 أحرف فقط.

ويفترض العلماء البريطانيون أنّ هناك مناقشات تتم بين الفُطرات فيما بينهم، كالحالة الفسيولوجية لشبكة الفطريات، وأيضًا الظروف البيئية ووجود العناصر الغذائية أو عدم وجودها، كما يمكن أن تتصل الفُطرات ببعضها وتنجح في إحصاء الخسائر التي تنتج عن غزو هواة الفطر من البشر.