| الكتاب والساطور.. «محمد» جزار في مرحلة الماجستير: مهنة افتخر بيها

اختار تعلم مهنة الجزارة بجانب دراسته الجامعية، يذهب بعد محاضراته لمواصلة عمله حتى وصل محمد عادل لمرحلة الماجستير ونال لقب جزارًا عن جدارة، محافظًا على تفوقه في كلية دار العلوم ومذاكرته التي لم تنقطع بانتهاء الشهادة الجامعية ليستكمل تعليمه بالتزامن مع الانفاق على نفسه ومساعدة والديه في نفقات أشقائه الثلاثة دون شكوى.

رحلة نجاح مغلفة بالمتاعب عاشها «محمد»، سعيًا وراء شغفه وتحقيق حلمه، بجانب توفير قوت يومه وتوفير نفقات دراسته ومستلزمات حياته، مشيرًا إلى أنه طرق العديد من الأبواب بحثًا عن عمل بجانب دراسته الجامعية، إلا أنه لم يجد أمامه سوى ممارسة مهنة الجزارة التي تعلمها بعد محاولات قصيرة في عدة مهن أخرى منها مندوب مبيعات: «كان عمل شاق ومتعب ومحتاج الذهاب إلى أماكن مختلفة ومتفرقة عن بعضها وده أرهقني بدنيًا، وخلاني مش قادر أركز في دراستي وأحضر محاضراتي بانتظام».

يقول إنه لم يعتبر ذلك فشلًا، بل كانت بداية لتجربة جديدة في مجال آخر، مضيفًا لـ«»: «أول ما دخلت الكلية، قررت أصرف على نفسي، عشان أخفف الحمل عن أهلي، خاصة إن والدي كان مدرس وخرج على المعاش».

«محمد» يبدأ أولى خطواته في الجزارة

انتقل صاحب الـ26 عامًا سريعًا إلى مهنة الجزارة، وكان يذهب إلى المجازر، في الساعة الـ4 فجرًا حتى الـ9 صباحًا، ليتعلم منها الذبح وتشفية اللحم، أما أماكن البيع أفادته في طريقة تقطيع اللحوم، ونوعية القطعيات الصالحة لكل طعام، وطريقة المصنعات مثل الكفتة والبرجر، مع عرض المنتجات بشكل جيد، والتعامل مع العملاء بطريقة حسنة: «ومن هنا فتح لى باب لبناء مستقبلى في عالم الجزارة».

بين الدراسة والعمل

تخرج «محمد» من كليته بتقدير جيد جدًا، وقرر مواصلة تفوقه بتحضير الماجستير في قسم الدراسات الأدبية، إلى جانب مهنة الجزارة، التي أصبحت من أولوياته في الحياة بعد معرفة أسرارها.

يقدم «محمد» محتوى لربات البيوت

انتهى من التمهيدي ماجستير بتقدير عام امتياز، ولم ينس مهنته التي يفتخر بها، بل طور أدائه فيها وأصبح له محتوى يقدمه لربات البيوت عن طريق نشر مقاطع فيديو قصيرة يشرح فيها طرق تقطيع اللحمة السليمة والقطعيات المناسبة للطهي.