| بـ «العمة والصاجات» «محمد» يجوب شوارع الجيزة لبيع التمر هندي والعرقسوس

بـ الصاجات في يده و«العمة» على رأسه، يجوب محمد عبد الله، 65 سنة، شوارع الجيزة، لبيع التمر هندي والعرقسوس، حيث وجد نفسه في هذا العمل بعدما غادر بلده، وتسانده زوجته وتدعمه للاستمرار فهي من تؤنسه بعد زواج أولادهم.

ولد «محمد» في محافظة سوهاج، ولكنه تركها مع زوجته وأولاده، وذهب إلى الجيزة، حيث تتوفر فرص عمل كثيرة، ولكن الأمر لم يكن سهلاً بسبب عدم حصوله على أي شهادة دراسية، وبعد فترة قرر أن يبيع التمرهندي والقصب والعرقسوس: «مكنش فيه شغل عشان كده سبت بلدي، وفي الآخر قعدت في شارع الأباصيري اللي في الجيزة».

«محمد» يبيع التمر هندي في شوارع الجيزة

يقوم «محمد» بشراء قوالب التمر هندي والعرقسوس من محلات العطارة، ويصنع منها العصائر ثم يضعهم في أواني ضخمة على عربة صغيرة، ثم يتجول بها في شوارع الجيزة ويروي عطش الناس في حر الصيف: «بعمل الحاجة مظبوطة لا مسكرة أوي ولا دلعة، حاجة وسط فبتعجب الكل، والحمد لله بقى ليا زبايني بيستنوني كل يوم عشان يشربوا من عندي».

«محمد» بائع مشروبات صيفاً وعامل زراعي شتاءً

لا تسير الحياة على وتيرة واحدة فهي مثل المنحنى نتذوق منها السعادة والحزن، هكذا كانت حياة «محمد» تستقيم في فصل الصيف، ولكن مع دخول فصل الشتاء وبرودة الجو، نادراً ما يقوم أحد بشراء المشروبات التي تتميز بدرجة حرارة باردة، فالجميع يتجه إلى الشاي والقهوة الساخنة، لذلك قرر «محمد» البحث عن عمل بديل، ولم يجد أفضل من الذهاب إلى بلده سوهاج للعمل في الزراعة أو أي شئ باليومية حسب كلامه.

دعم زوجة «محمد» له

وقفت زوجة «محمد» إلى جانبه فهي تدعمه دائماً وتؤنس وحدته خاصة بعد زواج أبنائهم الأربعة، وأصبح كل شخص منهم له حياته الخاصة: «ولادي كل واحد اتجوز وخلف وبقى ليه حياة خاصة، هما شغالين على باب الله زي بيزوروني مرة كل شهر أو شهرين وممكن سنة».

وفي نهاية حديثه ناشد «محمد»، وزيرة التضامن بأن تخصص له معاشا، يستطيع من خلاله الإنفاق على نفسه وزوجته بدلاً من التجول ليلاً ونهاراً في الشوارع.