| بين وفاة الأم وقسوة الأب.. «أحمد» يُجري عملية ويعجز عن شراء العلاج

بين وفاة الأم وقسوة الأب، ظل «أحمد»، 18 سنة، من محافظة البحيرة، يتكبد المعاناة رفقة إخوته، وهم يواجهون قسوة الحياة بمفردهم دون أن يجدوا لهم سندًا، وتضاعفت معاناة الشاب الذي لم يُكمِل العقد الثاني من عمره، بعد تعرضه أثناء عمله لحادثة نتج عنها إصابته بكسر في ذراعه الأيمن وإجراء عملية جراحية لتركيب مسامير وشرائح حديدية وهو ما يُعني عدم استطاعته العودة مجددًا إلى عمله لِما يتطلبه من قوة وخفة في الحركة.

أحمد شكري، من أبناء كوم حمادة بمحافظة البحيرة، يعمل كهربائي، والذي راح يحكي في حديثه لـ«»، تفاصيل معاناته رفقة إخوته بعد وفاة والدتهم وترك أبيهم لهم، موضحًا أن والدتهم توفت منذ ما يقرب من 14 عامًا، وبعد وفاتها تركهم والدهم وتزوج بأخرى وتخلى عنهم تمامًا.

«أحمد» يتعرض لحادثة في عمله 

«أنا عندي أخويا شهاب 19 سنة شغال مبيض محارة، وعبدالله 16 سنة شغال كهربائي بس أوقات كتير مبيلاقوش شغل وبيناموا»، هكذا قال «أحمد»، وأنه منذ نحو أسبوعين تعرَّض لحادثة أثناء عمله نتج عنها كسر في ذراعه الأيمن: «وأنا في الشغل وقعت من على السلم ولما ودوني المستشفى عرفت أنها محتاجة عملية وتركيب شرايح ومسامير».

ظل الأب مُتمسكًا بقسوته حتى بعد سماعه خبر إصابة ابنه بكسر واحتياجه لإجراء عملية جراحية، ولم يُفكر حتى في المُساعدة في تكلفتها: «لما رحت للدكتور كنت خايف يقولي عايزة عملية لأني مش معايا فلوس ومش هقدر أعملها»، وفقًا لـ«أحمد»، وأنه عند ذهابه للطبيب أخبره بما لم يتمناه، وأنه في حاجة ضرورية لإجراء العملية، وهو ما وقع على الشاب الذي يواجه الحياة بلا سند، كالصاعقة مما أدخله في نوبة من البكاء وهو لا يزال في المستشفى مفكرا فيما سيمكنه فعله بمفرده.

«أحمد»: بحتاج علاج بـ500 جنيه في الأسبوع 

«ربنا كرمني بعم أحمد فتحي اللي كنت شغال معاه وداني لدكتور تاني ولما شرحله ظروفي الدكتور قال هياخد 3 آلاف بدل 8 آلاف، وبرضو عم أحمد هو اللي دفعهم لي»، كما قال «أحمد»، وأن الطبيب أخبره بأنه بعد تعافيه من العملية لن يتمكن من ممارسة عمله الأول كما كان في السابق ونصحه بالبحث عن عمل آخر مُقدمًا: «بحتاج بـ500 جنيه علاج في الأسبوع وهستمر في العلاج لمدة شهرين.. كل اللي محتاجه إن حد يساعدني في تمن العلاج وإني ألاقي شغل مناسب لحالة دراعي أقدر آكل منه عيش أنا وأخواتي».