| تاريخ العيدية وأنواعها.. عادة فاطمية تبدأ بالنقود الجديدة وتصل للذهب

تعد العيدية من أهم طقوس العيد، سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى، كما يشتق اسمها أيضا من العيد ذاته، وتعني العطاء أو العطف، وهي لفظ اصطلاحي أطلق على النقود والهدايا التي كانت توزعها الدولة في عيدي الفطر والأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف، واختلفت أسماء هذه العطايا على مدار العصور، ويرجع البعض تاريخ بدايتها إلى العهد الفاطمي ضمن بعض الطقوس الأخرى التي تنسب لهذا العهد مثل حلوى المولد النبوي الشريف والفانوس والحلويات الشرقية في شهر رمضان المبارك.

طقوس العيدية

وتختلف طقوس ومظاهر العيدية من مجتمع لآخر، لكن أشهر مظاهرها النقود الجديدة، ثم الملابس الجديدة التي يجري إهداؤها في صورة عيدية مرورا بالشيكولاتة، وحتى الفضة والذهب، وتختلف أيضا أساليب منحها سواء باليد كالنقود، أو في أطباق كالشيكولاتة، أو في مظاريف مزخرفة.

كتابات تراثية

وتشير بعض الكتابات التراثية إلى أن قيمة «العيدية» كانت تختلف بحسب المكانة الاجتماعية، فالبعض كانت تقدم لهم العيدية على هيئة دنانير ذهبية، فيما كان البعض الآخر يحصلون على دراهم من الفضة، أما الأمراء وكبار رجال الدولة فكانت تقدم لهم العيدية على هيئة طبق مملوء بالدنانير الذهبية، بالإضافة إلى الحلوى والمأكولات الفاخرة، كهدية من الحاكم، أما خلال العصر العثماني، اختلفت طريقة تقديم العيدية بشكل كبير، إذ إنه بدلاً من أن يتم تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبية، أصبحت تقدم في صورة هدايا ونقود للأطفال.

طرق مبتكرة لتقديم العيدية

وتحدث عدد من الخبراء لـ«» عن العيدية، حيث قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن الأوراق النقدية الجديدة والملابس الجديدة من أبرز مظاهر العيد الإسلامية الطيبة، التي خلقت عند رجال الأعمال وأصحاب الشركات والأهالي نوعًا من اعتياد تبادل الأوراق النقدية الجديدة، التي تتسبب في أجواء مميزة من الحب والود والترابط، موضحا أن الكثير من المسلمين يؤمنون بضرورة استكمال جمال كل شيء في مثل هذه الأيام.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع أنه جرى ابتكار طرق مميزة لتقديم العيدية في الفترة الأخيرة، ومنها وضعها مع كارت صغير وسط قطع من الشيكولاتة أو الحلوى، أو من من خلال قص الكرتون على شكل بلوزة أو فستان وتثبيت العيدية بها، أو تثبيتها في نهاية الشرائط الملونة ذات الأشكال المختلفة، ومن الممكن أن تكون عبر كروت الزينة متوسطة الحجم، وتزيينها بالبرونز الملون ووضع «العيدية» داخلها لتعليقها في المنزل لتكون قطعة ديكور ذات معنى ورمز مميز.

إدخال السرور 

وذهبت الدكتورة فادية مغيث، أستاذ علم الاجتماع، إلى أن العيدية قد تعد تعويضا لأي تقصير من الشخص تجاه أقاربه بسبب انشغاله وازدحام الحياة في عصرنا الحالي، وطالبت بأن تكون العيدية رمزية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية ومن الممكن أيضا أن تكون متفاوتة بحسب احتياج كل طفل.

وأوضحت أن والدها كانت لديه فلسفة عاطفية في موضوع العيدية، حيث كان يعطي العيدية لأبناء عمها: «وهكذا كان عمي يفعل معنا، وبالتالي فإن العيد عبارة عن تبادل للفرح وأن الدين لا يقتصر فقط على الصوم والصلاة ولكنه أيضا مصدر للسعادة»، بحسب تعبيرها، موضحة أن العيد يتفرد عن غيره من المناسبات بأن الجميع يتنافس في إدخال السرور على كل من حوله، بخلاف الأفراح على سبيل المثال فالكل يتسابق في إظهار جمال شكله وملبسه هو فقط، كما أوضحت أن العيد طقس احتفالي.