| تزين حقول الفيوم: الفل أحلى ولا الياسمين؟ «عباد القمر»

زهور برتقالية متفتحة تتراقص مع نسمات الشتاء، تنعكس عليها أشعة الشمس فتشع نوراً وتزداد جمالاً، فى مشهد خلاّب يأسر القلوب ويسحر العقول، تشهده حقول محافظة الفيوم التى اشتهرت مؤخراً بزراعة كثير من النباتات الطبية والعطرية، أهمها «الأقحوان»، المعروف باسم «عباد القمر»، ويُعرف طبياً باسم «الكانديولا»، والذى يُصدَّر لعديد من الدول الأوروبية، فيُدرُّ دخلاً جيداً على الفلاحين، ويوفر عشرات فرص العمل للفتيات والشباب فى مراحل الجنى والتجفيف والتعبئة.

مع فجر كل يوم، تخرج الفتيات من منازلهن للوصول إلى حقول «عباد القمر» والعمل فى قطف زهوره، حيث يعتمد أصحاب الأراضى على الفتيات فى عمر يتراوح بين 8 و15 سنة نظراً لسرعتهن وصبرهن وحفاظهن على النبتة وعدم تدميرها مع قطف الزهرة، حيث تُقطف وتوضع فى سلة من الخوص حتى الانتهاء من الحصاد، وتُنقل إلى أرض التجفيف، وذلك نظير جنيه واحد لكل كيلو تقوم الفتاة بقطفه، فتحصل على 20 إلى 30 جنيهاً يومياً.

جابر محمد، صاحب شركة تصدير نباتات طبية وعطرية، قال فى تصريحات خاصة لـ«» إن نبتة «عباد القمر» بدأت زراعتها فى محافظة الفيوم منذ 30 سنة، موضحاً أن صاحب شركة التصدير يقوم بتوزيع البذور على الفلاحين، ثم يشترى منهم الزهور، حيث تتم زراعتها أولاً داخل الصوب الزراعية فى شهر أغسطس لمدة 60 يوماً، ثم يتم نقل الشتلات وغرسها فى الحقول مع ترك مسافة 40 سم بين كل واحدة والأخرى.

وكشف «جابر» أن زهور «عباد القمر» يتم قطفها 13 مرة كل عام، ولكن أفضل حصاد لها فى المرة الرابعة، حيث تطرح بكميات أكبر بكثير، قد تصل إلى طن للفدان الواحد، وهو الحصاد الذى يكون بين شهرى يناير وفبراير.

وأشار «جابر» إلى أنه بعد الانتهاء من الحصاد يتم نقل الزهور إلى أرض الفرز والتجميع والتجفيف، حيث توزع فى «غرابيل» وتُترك لتجف، ثم تدخل صالة الإنتاج ليتم تنقيتها وتعبئتها تمهيداً للتصدير، كاشفاً أن أكثر الدول التى تستورد «عباد القمر» هى الكويت وألمانيا ولتوانيا وأمريكا وروسيا.

«جابر»: علاج للحروق وقرحة المعدة وتقى من الشمس

وأوضح «جابر» أن سعر الكيلو «الفريش» يتراوح بين 3 و4 جنيهات، بينما يصل سعر المجفف من 28 إلى 30 جنيهاً، ما يدر دخلاً جيداً على الفلاح، بالإضافة إلى توفير فرص عمل كثيرة للشباب والفتيات، للمشاركة فى عمليات القطف والتجفيف والتعبئة، مشيراً إلى أن أهمية «عباد القمر» تكمن فى استخراج مادة «الكانديولا» منه، والتى تدخل فى صناعة أدوية قرحة المعدة ومستحضرات التجميل ومراهم الحروق وكريمات الوقاية من الشمس، لذلك فإن الطلب عليها يزداد عاماً تلو الآخر.