| تسجيل نادر يكشف أسرار نجيب الريحاني وسيد درويش.. مشاحنات وبكاء ووفاء

علاقات الصداقة المُحاطة بالوفاء جمعت بين الكثير داخل الوسط الفني، وكانت العلاقة بين الفنان نجيب الريحاني، والملحن سيد درويش، فريدة من نوعها، بعدما وصف الأول الثاني بأنه «ثورة الموسيقى العربية»، إذ وضع له ألحانًا عديدة للأوبريتات الخاصة بفرقتة، لتنشأ مواقف عديدة وصداقة مميزة.

الملحن سيد درويش

وُلد سيد درويش، يوم 7 مارس 1892، وتوفى في 15 سبتمبر 1923، ورغم أنه لم يعش سوى 31 عامًا، لكنه استطاع بغزارة إنتاجه وتنوعه، أن يكون صاحب التأثير الأكبر والأهم في الموسيقى، وجمعت بينه وبين من لحن لهم كثير من المواقف، وهو ما تحدث عنه الراحل نجيب الريحاني في ذكرى ميلاده درويش منذ زمن بعديد، ولفتت إليه دار الكتب، حلال الاحتفال بذكرى سيد درويش للمرة الأولى في عام 2019، بالمكتبة ية، حيث عرضت مقتنياتها من نوادر مطربي ثورة 19، في حفل فني أحيته فرقة تراث سيد درويش، بقيادة حفيده محمد سيد درويش البحر.

صداقة نجيب الريحاني وسيد درويش

وصف «الريحاني»، موسيقار الشعب سيد درويش، والعلاقة بينهما، في تسجيل صوتي نادر، قائلا: «كان متأثرًا ببيئتة ونشأته في الإسكندرية، التي أثّرت في تكوينه الفني والثقافي، فكان أكبر ملحني مصر في بدايات القرن العشرين، وأبو المسرح الغنائي، ولحن عديد من الأوبريتات».

وتابع: «الله يرحمه كان روح حلوة على الأرض، كانت الحياة عليه حمل تقيل، وكان الموت مش بيغيب عن باله، حتى في مجال المرح والسرور، كانت الذكريات بينا فيها كل الوداد والإخلاص والتقدير، وفيها المشاحنات والخلاف والضحك والبكاء أيضًا».

موقف مؤثر بين الريحاني وسيد درويش

«كنا على خلاف كبير وصل للخصام، وصديق لنا يدعى محمد، دعانا للصلح، فجلسنا نتعاتب، وفي ظل العتاب طفى النور، وظل يغني وسمعناه كأننا في عالم تاني، وولع النور بصيت في وشه لقيت دموع منه، فنزلت دموعي أنا كمان معرفش ليه، وقولت له الحق عليا متزعلش، مع إن هو كان عليه الحق، وخرجنا حبايب ومسافة نص ساعة تانية، شبكنا في خناقة جديدة لكن بحُب»، نجيب الريحاني متحدثًا عن مواقفه مع سيد درويش.

رسالة حب ومودة

ووجه الريحاني لموسيقار الشعب رسالة معبرًا عن حبه له وصداقتهما القوية: «الله يرحمك يا سيد، كنت إنسان غير كل الناس، كنت بتنقلنا من عالم همدان إلى عالم كله نشاط وحيوية، كنت صاحب اللحن الرقيق، في الشوارع وإحنا ماشيين بقينا منسمعش غير الحلوة دي قامت تعجن في البدرية، وأنا بصوتي كان عاملي ألحان الناس تسمعني لدرجة إن أم كلثوم وعبد الوهاب، لو طلعوا ساعتها كنت هنافسهم، القوة والنشاط كانت في كلمات وألحان سيد درويش».

وأضاف: «روحه كانت شفافة ورقيقة، كنت أأنس وأطمئن إليه، لأنه كان طفل بريء، فعلًا كان جميل النية يفرح بكلمة، ويحزن من كلمة سليم النية ويحب الصبح ويكره بالليل، أقدر أكلمكم عن سيد طول الليل، كنت بحبه حب لذاته، ولإعجاب بصوته، واهتمامه وفكره، كنت بعتز بيه جدًا».

نساء في حياة سيد درويش

تزوج سيد درويش لأول مرة في سن 16 عامًا، وانفصل بعد عدة أشهر، وتعرف بعد ذلك على السيدة «حياة»، التي أحبها لدرجة العشق، منذ أن رآها، وأصبحت ملهمته الأولى والأخيرة، واستوحى منها معظم ألحانه المميزة.