| «حسان» ترك عمله كبحار واشتغل في صناعة الديكورات الخشب: إعادة تدوير

وجد الشاب الثلاثيني أحمد حسان، متنفسه الوحيد في إعادة تدوير الخشب، بعد فقدان وظيفته كبحار في ميناء الإسكندرية البحري، في ظل أزمة كورونا التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، فاستطاع أن يستغل تلك الفترة في تحويل أي خشب مُتهالك وقديم في المنزل إلى لوحات فنية، نالت إعجاب أهله وأصدقاءه، بما دفعه لدخول عالم الصناعات اليدوية والتميز فيه.

بدايته مع صناعة الديكورات الخشبية

بعد تخرج «حسان» في الأكاديمية البحرية بأبو قير، عمل حوالي 3 سنوات في وظيفته التي هواها كبحار، ولكن الحال تبدل بفقدان وظيفته مع تفشي وباء كورونا منذ عام 2020، لتبحث ذاكرته عن هوايته القديمة في الرسم على الخشب المُتهالك، وتحويله كديكور جديد في المنزل: «رسمت على كام قطعة خشب للتسلية.. ولما نزلتهم على الفيس بوك، الناس بدأت تطلب مني شغل زي اللي عرضته».

حب التأمل في الطبيعة، جعل الشاب الثلاثيني يُقدر أي منتج طبيعي وفره الله لنا، كخشب الأشجار، والخوص، والقواقع، حسب تعبيره، التي استطاع أن يستغلها بكل مهارة في صناعة ديكورات خشبية مُزينة، خطفت أنظار كل المحيطين حوله، بما جعله يفكر في تحويل هوايته إلى مشروع يدر عليه دخلًا: «طورت من شغلي من مجرد الرسم على الخشب لصناعة ديكورات وتزيينها».

تطوير «حسان» لموهبته

طموح «حسان» في تطوير مشروعه، جعله يعتمد على عدد من المواقع الأجنبية التعليمية حول صناعة ديكورات الأخشاب بطرق أكثر دقة وابتكارًا، لرغبته في تقديم أعمال مُختلفة في ديكورات الأخشاب عما تُعرض في السوق المصرية: «بعد ما بجيب جذوع وأغصان الشجر بتخيل الشكل قبل ما أنفذه.. لحد ما يتحول لتحفة فنية في النهاية»، وفقُا لحديثه.

تأسيس جاليري لعرض أعماله الفنية

الفنجان الخشبي صاحب القاعدة الخشبية المُزينة بالقواقع البحرية، كان أول عمل يُنفذه «حسان»، ويخرج به من إطار إعادة التدوير فقط، لينطلق في صناعة العديد من الديكورات الخشب، كساعات الحائط، وأوعية الزرع، والميداليات والصواني الخشبية، وغيرها، حتى تمكن بعد ذلك من تأسيس جاليري له بالقرب من محل سكنه في المحلة الكبرى لعرض أعماله الفنية: «بحس بسعادة وأنا بطلع طاقتي كلها في الشغل».

يواجه الشاب الثلاثيني بعض الصعوابات خلال عمله في الخشب، من أبرزها، عدم توفر بعض الأدوات في مصر التي تُمكنه من العمل بسهولة وبدقة عالية على الخشب،  مُتمنيًا في نهاية حديثه، أن يستطيع في الفترة المقبلة من تنفيذ أعمال خشبية أكثر ابداعًا: «وبتمنى كمان الفرصة تجيلي وأقدر أرجع لشغلي في البحر».