| حكاية 6 أشقاء متفوقين ويعملون باليومية: طالب الطب مزارع والهندسة عامل

بجانب دراستهم في كليات القمة، تجدهم يعملون في مهن بسيطة تساعدهم في مصاريف دراستهم، 6 أبناء من قرية الحسينات مركز أبوتشت بمحافظة قنا، يحاولون تخفيف الأعباء المادية عن والدهم، الذي يعمل كمسئول أمن في إدارة أبو تشت التعليمية، من خلال العمل باليومية في فترة الإجازة الصيفية.

ناصر حسين عبدالحكم، طالب الطب يعمل باليومية في الزراعة بقريتهم، و«خالد» طالب الهندسة يعمل في الخرسانة بمدينة برج العرب، و«محمد» طالب النظم والمعلومات يعمل مساعد نقاش في العاصمة الإدارية، بخلاف طالبين يستعدان لخوض ماراثون الثانوية العامة هذا العام وابنة أيضا متفوقة في دراستها وتخرجت بإمتياز.

قصة كفاح الأب توارثها الأبناء الـ6

يحكي والدهم حسين عبد الحكم، لـ«»، قصة كفاح أبنائه مع التفوق الدراسي، موضحًا أن ابنه «محمد»، طالب في الفرقة الثالثة، بالمعهد العالى للإدارة ونظم المعلومات بمنطقة شبرامنت، ويعمل في إجازاته كمساعد نقاش في العاصمة الإدارية، وابنه الثاني «خالد» الذي كان يحلم كثيرًا أن يصبح مهندسًا، ولكن فشل في الحصول على مجموع يمكنه من الالتحاق بها، فدرس بمعهد فني صناعي لمدة عامين، ونجح بتقدير 99%، مما جعله يلتحق بكلية الهندسة، ويعمل أيضًا كعامل «خرسانة».

الابن الثالث بحسب «عبدالحكم»، طالب في كلية الطب بجامعة جنوب الوادي، الذي يأخذ نهاره كله في الحقل كعامل بـ«اليومية»، مضيفًا: «ابني ناصر نفسه يبقى دكتورة جراحة، ومثله الأعلى طبيب الغلابة محمد مشالي، ونفسه يساعد الناس الغلابة اللي هو منهم، وإخواته كلهم بيعتمدوا على نفسهم».

لدى «عبدالحكم»، ولدين آخرين يدرسان في الثانوية العامة، ويعملان أيضًا في أوقات فراغهما، وله ابنة أخرى متفوقة أيضًا في دراستها.

مرتب «عبدالحكم» لا يكفي مصاريف أبنائه

يروي «عبدالحكم»، أنه مرتبه يصل إلى 4 آلاف جنيه، لكن لا يكفي مصاريف أبنائه الـ 6، لذا فهو يربيهم على كيفية الإعتماد على أنفسهم، حين يتمكنوا من مواجهة ظروف الحياة الصعبة، موضحًا أنه عود أبنائه على الرضا برزق الله: «لو معانا فلوس بناكل لحمة، لو مش معانا بناكل بصارة وجبنة، وده المبدأ اللي معود أولادي عليه».

احتفاء الأهالي بطبيب المستقبل

احتفاء كبير ناله أولاد «عبدالحكم»، من أهالي أبو تشت خاصة طبيب المستقبل «ناصر»، الذي يعقد الجميع عليه آمالا كبيرة، وإحدى الجمعيات الخيرية منحته «لاب توب» هدية ليساعده في دراسته، كما أن والده يمنعه أحيانا من العمل أثناء الدراسة من أجل التركيز في دراسته: «ساعات بييجي خميس وجمعة يشتغل وساعات بيبقى عنده مذاكرة كتير، لكن في كل الأحوال هو شايل مصاريفه ومش بيكلفني حاجة».

وناشد «عبدالحكم»، المسئولين بمساعدته في استكمال تعليم أبنائه: «ياريت يتم إعفاءهم من المصاريف، أنا خايف ولادي يزهقوا من كتر الشغل والضغط اللي هما فيه طول السنة، دول طلبة جامعيين وشايفين زملاءهم بيخرجوا ويتفسحوا في الإجازة وهما بيشتغلوا، لو تم إعفاءهم من المصاريف هتبقى حياتهم أسهل شوية».