| «داليا» تتحدي الإعاقة البصرية بتعليم اللغة الإيطالية مجانا للمبصرين

منذ نعومة أظافرها اختارها الله لتكون من ذوي القدرات الخاصة، لم تقف إعاقتها حائلا أمام طموحاتها، استعانت بالأمل والعزيمة، لمواجهة صعوبات الحياة، فقدت البصر ولكنها لم تفقد البصيرة، ما جعلها تتفوق وتتقن لغة مختلفة عن لغتها الأم خلال عام واحد، دون اللجوء لدروس تقوية أو غيرها.

«داليا محسن»، ابنة محافظة الفيوم، ولدت كفيفة، إلا أن إعاقتها لم تعرقل مسيرتها في تحقيق أي نجاح تسعى إليه، حاول أهلها مساعدتها طبيا على أمل أن يعود بصرها في يوم ما، وعلى الرغم من انقطاع هذا الأمل، إلا أنها تكيفت مع أعاقتها، وأثبتت للجميع أن فقدان البصر ليس عقبة أمام النجاح، وإنما دافعا لصاحبه أن يحقق ما عجز عنه من يتمتعون بنعمة البصر. 

التحقت صاحبة الـ21 عاما بمدرسة النور للمكفوفين، تفوقت في دراستها، وحصلت على أحد المراكز الأولى بالمدرسة، رغم مواجتها تنمرًا من آن لآخر: «كان صعب عليا إن حد يشوفنى ناقصني حاجة ويعاملوني بشفقة وكانو دايما يقولولي إدعيلنا أنت بركة» بحسب ما روته لـ«».

حكاية داليا مع السفر لإيطاليا.. خوف من المجتمع ونقطة تحول

السفر لإيطاليا كان نقطة تحول في حياة «داليا»، سافرت لقضاء عدة أيام فقط لتعود لوطنها، ولكن شاء القدر أن تترك بصمة في هذا البلد، لتستقر هناك 6 أعوام، واجهت خلالها صعوبات كثيرة لأنها لم تكن علي دراية باللغة الإيطالية وقواعدها، وكانت خائفة من رفض المجتمع الإيطالى لها، إلا أنها تمكنت من إتقان اللغة خلال عام واحد دون الإستعانة بدروس تقوية.

ثلاثة أشهر كاملة لم تستطع «داليا»، خلالها التحدث بالإيطالية: «دي موهبة من عند الله، أني أسمع الكلام من اليوتيوب أو أي حد بيتكلم قدامي واسجله واترجم لحد ما اتعلمت»، قالتها «داليا»، مشيرة إلى أنها كانت تتقن اللغة الانجليزية، ثم تمكنت من إتقان اللغة الإيطالية، ونظرا لحبها الشديد للّغات التحقت بكلية اللغات والترجمة، بعد حصولها علي 99% في الثانوية العامة بإيطاليا.

داليا تتحقق ذاتها عبر اليوتيوب

عبر «يوتيوب»، تمكنت داليا من تحقيق ذاتها، وأنشأت قناة خاصة بتعليم اللغة الإيطالية، قائلة: «أما اتعلمت اللغة قولت ليه ما علمهاش للمصريين في إيطاليا بكل سهولة زي ما اتعلمتها، وحينما بدأت واجهت الكثير من التنمر خلال تقديم الفيديوهات، من بينها عبارات: هما المكفوفين بيقعدو علي السوشيال ميديا زينا، وعلى شاكلتها من كلمات كانت تؤلم، إلا أن دافع النجاح جلعني أواصل المسيرة».

لم تستسلم «داليا»، وأكملت مسيرتها في التعليم، وعندما لاقت إقبالًا شديدا على الفيديوهات، قررت أن تقدم أيضا دروس تقوية مجانية عبر الإنترنت، لتقديم المساعدة لأكبر فئة ممكنة وخاصة المصريين، وأصبح لها طلابها الخاصة في مجال التعليم من جميع أنحاء العالم.