| «راضية» الملامح والنفس والسيرة.. قصة السيدة «المَحنية» على ضفاف النيل عبر 50 عاما

«جرى قلم القضاء بما يكون.. فَسِيان التحرك والسكون.. جنون منك أن تسعى لرزق.. ويرزق في غشاوته الجنين»، كلمات الرضا كما ذاقها ابن الرومي، ووقنت بقلب السيدة «راضية» دون قراءة أو معرفة، لكن بفطرة نقية ومستراح المتيقن، داخل مسكنها بـ«عشة» بسيطة مرتبة كصاحبتها على ضفاف النيل.

السيدة راضية 

«راضية» القلب والنفس والملامح والاسم تستكين بجوار«عشتها» قبل كوبري الملك الصالح في هدوء وتأمل يسعى له الخلق ويبارز من أجله الملوك، ترتدي عباءة سوداء محتشمة، لا يلفت نظرها المارة ولا الحضور، بحسب ما شاهدتها عين الكاتبة الصحفية شيماء البرديني عنها، «راضية.. ليها نصيب من اسمها، دفعني الفضول أروح لها أعرفها أكتر عن سبب قعادها في المكان ده وحدها».

كرم وضيافة بكوباية شاي على «السبرتاية» 

انحناء ظاهرة بظهر السيدة العجوز خلال حركتها وضعف بالبصر جعلها لا تفرق المتحدثين أمامها، كما وصفتها «البرديني»، في حديثها بأولى حلقات برنامجها «أصيل وأصلي»، على تليفزيون «»، «قولتلها رايحة فين يا حاجة قالت مستنية النصيب!»، وبكرم البسطاء أسرعت السيدة المسنة في إعداد الشاي على «السبرتاية» للضيفة الودودة التي سارعت بتناول الشاي واحتسائه وهو ما جعل الضيفة تفتح قلبها بالحديث.

50 عامًا من الرضا 

«50 سنة مع جوزي في العشة دي، بيتي ودنيتي من ساعة ما جيت من بلدنا، كان مراكبي بسيط»، بصوت هادئ وتنهيدة رضا لخصت العجوز روايتها التي تروي قصة الرضا والقناعة في أبهى صوره، وفقا لـ«البرديني»، وأوضحت أنها اكتشفت سبب الانحناءة بعد دخولها العش الذي يرتفع لـ75 سنتيمترا فقط، قائلة «هي راضية.. كل ملامح الرضا على وشها وكل كلمات الرضا على لسانها وكل صفات الرضا في ملامحها».