| ركن الأطفال بقرية الفواخير.. «ياسين» أصغر «صنايعي» في مهنة عمرها آلاف السنين

دولاب صغير يسع حجم كفه الصغير، جالسا أمامه طفل لم يتجاوز عمره الـ8 سنوات وفي يديه الطمي والماء المستخدمة في تشكيل منتجات مبسطة، متفاخرا وسط أقرانه بحرفته المميزة التي تتوارثها عائلته بين الأجيال، محاولا أن ينقل لهم الطريقة بحذر وابتسامة طفولية، بالمكان المخصص لترفيه الأطفال في قرية الفواخير بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة.

«ياسين» من قرية الفواخير: بحب الفخار.. وبعلم صحابي 

ياسين أحمد، الطفل بالصف الرابع الابتدائي، يجلس على مقعد بجانبه 5 أطفال يتسامرون ويتعلمون منه طريقة التشكيل بالفخار، وأمامهم حفنة من الطمي أو الطين وإناء مليء بالماء لتصميم ما يريدونه، وبجوارهم تماثيل مختلفة للحيوانات مثل الزرافة والفيل، ناقلا بسهولة مهنة أجداده المتوارثة منذ آلاف السنوات. 

«أنا في المدرسة وفي الإجازة بتعلم وبعلم الأطفال إزاي يستخدموا الطين ويحولوه».. هكذا تحدث «ياسين» لـ«»، عن تواجده بقرية فواخير الفسطاط رغم صغر سنه، متمتمًا بصوت خجول عشقه للمهنة واللعب بها رفقة والده بالورشة التي تضم أمهر الحرفيين في مجال الفخار.

 

وفي الوقت الذي يتفاخر الحرفي الصغير بمهنة والده، تعالت فرحة أصوات الأطفال، خاصة «أيمن»، الذي استطاع تشكيل «فازة» وبجواره أشكال مختلفة ما بين طواجن وسمكة و«قلة».

في حين أكد أحمد زكي، أحد الحرفيين، لـ«»: «الأطفال هنا في فسحة بنخصص مكان ليهم عشان يلونوا ومعاهم حد من أولاد الحرفيين اللي بيدرس في مدرسة وفي نفس الوقت متوارث ومتعلم المهنة وكل التماثيل الموجودة هي من تصميهم».

وعلى جانب آخر، حرص عدد من الأطفال على التصوير بجوار مجموعة من تماثيل المشاهير المزينة مدخل المكان مثل أم كلثوم وشكوكو. 

بخلاف تواجد «ياسين» بالقرب من الأطفال، هناك تخطيط لوجود مدربة خاصة بالرسم والنحت للتعامل مع الأطفال القادمين مع الزوار وتخصيص وقت للترفيه لهم؛ مما يجعل المكان محبب إليهم وفرصة لتعلم شئ جديد كالمهنة المتأصلة في تاريخ مصر.