| شهامة مسعف وطبيب تنقذ الطفلة هايدي.. وقعت من البلكونة في غياب أهلها

يعيشون في عالم مرهون بالسرعة، السيارة تكاد أن تطير من فوق الأرض لإنقاذ روح من الموت، يصدح صوتها عاليًا فيفسح لها الجميع الطريق من أمامها، وبالداخل مشاعر متباينة بين الخوف واللهفة، زاد عليها تلك المرة شعورا بالمسؤولية تجاه صغيرة لم تكمل عامها الخامس جاءت دون أهلها، لتصبح حالة غريبة من نوعها في تعاملهم معها من بين مئات المرضى المارين عليه بحكم طبيعة عملهم، ليس لخطورة حالتها الصحية وإنما لصغر سنها وعدم إدراكها ما يحدث من حولها.

دوّن المسعف «محمد صبري رخا» بمشاعر الأبوة والإنسانية، والدكتور «محمد أحمد جمعة»، أخصائي العظام، بشهامتهما اسميهما في سجلات قائمة الشرف بهيئة الإسعاف المصرية، بعد إنقاذ طفلة صغيرة سقطت من شرفة منزلها في غياب والديها.

تفاصيل الواقعة

في الثالثة صباحا فجر الخميس الماضي، كان الهدوء يخيم على أرجاء مستشفى بسيون العام في محافظة الغربية، والشارع يخلو من المارة – حينها- استقر «توكتوك» أمام باب المستشفى وبه شباب يصطحبون طفلة صغيرة يهرولون لإنقاذها بعد أن سقطت من شرفة منزلها، وبعد فحصها من الأطباء تطلبت الحالة نقلها إلى مستشفى الجامعة في طنطا لعدم توافر جهاز أشعة مقطعية بمستشفى بسيون، هكذا روى المسعف البالغ من العمر 30 عامًا، في بداية حديثه لـ«».

استعد «رخا» للمهمة الجديدة، واتجه نحو سيارة الإسعاف وبصحبته الدكتور «محمد» أخصائي العظام لنقل الطفلة الصغيرة إلى المستشفى الجامعي، وبحسب روايته، «الطفلة بعد ما وقعت من البلكونة نقلها الشباب على توكتوك ومكنش معاها أي حد من أهلها يقف جنبها بس كان لازم نقوم بدورنا وننقذها».

مشاعر الأبوة والمسعف والطبيب

قرابة ساعة كاملة، هي المدة الفاصلة بين مستشفى بسيون والمستشفى الجامعي، حاول خلالها المسعف الثلاثيني تهدئة الصغيرة التي بدت على ملامح وجهها الخوف والقلق، «الطفلة كانت ساكتة وهادية طول الطريق وحاسة بوجع من أثر الوقعة حاولت أنقلها بين الجنب اليمين والشمال عشات ترتاح» وحين سألها عن والديها لم تجيبه الطفلة الصغيرة إجابة واضحة، «طول الطريق حاولت أطبطب عليها وخدتها في حضني وحاولت أطمنها لحد ما وصلنا المستشفى الجامعي».

طوال فترة الفحص لم يفارق المسعف الشاب الطفلة هايدي، حتى داخل غرفة الأشعة المقطعية ظل بجوارها حتى تهدأ، وبعد الانتهاء من الفحوصات الشاملة أوضحت نتائج الأشعة إصابتها فقط بكدمات في الجسم وكسر بسيط في الحوض يلزم الراحة وعدم الحركة لمدة شهر كامل حتى يلتئم، بحسب تشخيص الطبيب المرافق لها من مستشفى بسيون العام.

تسليم الطفلة لأهلها

عادت الطفلة الصغيرة إلى مستشفى بسيون العام بصحبة طبيب العظام والمسعف داخل سيارة الإسعاف، وطيلة فترة مسافة العودة أيضا لم يتركها المسعف، «طول الوقت بحاول أطمنها، أول مرة يمر عليا حالة طفل لوحده من غير أبوه أو أمه ودي أغرب حاجة مرت عليا»، وسلمها لأمين الشرطة المتواجد بالمستشفى.

تابع المسعف حالة الطفل حتى بعد انتهاء مهمته المكلف بها، اطمأن عليها، «جدتها جت المستشفى واستلمت الطفلة من أمين الشرطة والحمدلله هي حالتها مستقرة وبخير»، بحسب روايته.