| صديقة العمر.. «سارة» تخفف متاعب «أميرة» مع الكرسي المتحرك: «صيدلة» جمعتنا

إرادة قوية جعلتها تتخطى أزمتها الصحية التي فُرضت عليها في لحظة فارقة، متغلبة على ما كتبه القدر لها بالمذاكرة والتفكير في الالتحاق بإحدى كليات القمة، وفي ذلك الوقت لم تتوقع يوما أنها ستجد فتاة غريبة عنها تخفف معاناتها النفسية برفقة أهلها؛ لتصبح الأنيس والجليس لها بمقاعد كلية الصيدلة وبمنزلها أيضًا.

معاناة «أميرة» تحولت لقوة بفضل والديها  

أميرة درويش، طالبة بالفرقة الثانية بجامعة صيدلة الجامعة الصينية، استطاعت أن تخطو بأقدامها لكلية الصيدلة، بعدما حصلت على منحة نتيجة تفوقها الدراسي الذي ظهر رغم إصابتها الحركية التي جعلتها تلزم الكرسي المتحرك قرابة 4 سنوات، متذكرة الحادث الذي وقع لها في فترة الثانوية وتسبب لها بقطع بالحبل الشوكي، ما جعلها تتوقف عن التعليم مدة تصل إلى عام، غير أنها عادت مرة أخرى بفضل دعم أسرتها. 

وبعد دراسة بمفردها دون الاعتماد على الدروس الخصوصية، حصلت «أميرة» على مجموع عال أهلّها للالتحاق كأول متحدية منذ ذوي الإعاقة بإحدى الكليات العملية، وهي كلية الصيدلة بالجامعة الصينية، وهو المكان الذي جمعها برفيقة دربها سارة مختار التي لم تنفصل عنها منذ عامين. 

روت «أميرة» تفاصيل لقائها الأول بصديقتها ورفيقتها بالمنزل والكلية «سارة»، قائلة: «أنا من دمياط ووقت ما خدت المنحة أهلي وقفي جمبي، وقرروا أروح القاهرة في سكن وإني اعتمد على نفسي، وفي أول يوم شفت بنت جميلة بتجري عليا وبتقولي أنا اللي هبقى معاكي في السكن وهي من طنطا».

استقبلت «أميرة» رفيقتها بشكل طبيعي نظرا لمعرفتها من قبل مرافقة فتاة لها في السكن، متابعة: «كنت بقول إن هعيش معاها عادي بس مش هعرفها حاجة عني، وفي أول يوم بعد ما أهلنا نزلوا قعدنا سوا ولقيت نفسي بحكي لها كل حاجة مريت بيها، ووقتها مسكت إيدي وقالتلي إني قوية وإنها هتكون معايا». 

منذ اللقاء الأول بين «أميرة» و«سارة» لم يفترقا طوال فترة الدراسة حيث قضاء معظم الوقت معاً ما بين الدراسة وتناول الطعام والمذاكرة؛ إذ أوضحت الأولى: «أنا بطلع من الأوائل، وهي كمان مجموعها دايما كبير، وطول الوقت بنذاكر وندعم بعض».