| عربة فول في كندا على أنغام «منير».. فكرة «مها» لنشر الثقافة المصرية بالخارج

تنتشر في العديد من الشوارع المصرية، يُكتب عليها بعض الكلمات والجمل الشهيرة، التي تتنوع بين الآيات القرآنية والحِكم، يوضع على الرف العلوي منها أطباقا بها أصناف الطعمية والبطاطس المقلية والمخلل، هكذا تظهر عربات الفول في مصر، ومنها انتقلت إلى كندا، حيث تعمل مصرية هناك تدعى مها مراد على عربة فول خاصة بها وضعتها بجانب مطعمها، وفي منتصف تصميم العربة الخارجي، كتبت عبارة «عروسة الميدان».

تعيش «مها» في كندا منذ 23 عامًا، وسافرت مع زوجها وأولادها، ثم سافر إليها شقيقها الأصغر، تتحدث لـ«» عن فكرة عربة الفول المصرية، والتي تختلف تمامًا عن شكل المطاعم والعربات في الدولة التي تقع شمال قارة أمريكا الشمالية، قائلة: «فكرة عربة الفول جات لي لما فتحت مطعم صغير مع أولادي مونيكا ومارك، قررت إني أعمل عربية فول جنب المطعم، والطبخ هو أحد هواياتي المفضلة، لكن مشتغلتش في مطاعم لأن مهنتي الأساسية هي الترجمة من الإنجليزية للعربية».

تخرجت «مها» في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة عين شمس، وسافرت إلى كندا عام 2000، وفتحت مطعمها عام 2014، وكان هدفها هو مشاركة الأكل المصري مع المواطنين الأجانب في كندا، ونشر العادات والتقاليد المصرية من خلال تقديم أبسط وأجمل الأكلات المصرية الشعبية، وفق حديثها: «بقدم فول وطعمية وشوربة عدس وجبنة بالطماطم وبيض بالبسطرمة وشكشوكة وبيض مقلي بالبلح».

الأكل يُقدم على أنغام موسيقى عبدالحليم حافظ ومحمد منير 

طاولات بجانب عربة «مها»، وهو اسم عربتها أيضًا، يجلس عليها الزبائن، ينتظرون أشهى الأطباق المصرية، مُعبرين عن سعادتهم بها، بينما يأكلون على أنغام أساطير الغناء المصري، كعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعمرو دياب ومحمد منير: «قدرت أخلى الناس تتعرف على الثقافة المصرية وتراثنا من خلال العربة، ده كان هدفي، والحمد لله قدرت أوفره في أجواء مطعمنا المصرية وعلى عربة الفول».

إعجاب بالأكل المصري في كندا

تستوحي «مها» وجبات مطعمها من خلال ما كانت تقدمه لأولادها بمنزلها في مصر، وكل زبون يقرر تجربتها يعبر عن إعجابه وانبهاره من مذاق الطعام المصري وأجواء المطعم: «رواد المطعم من مختلف الجنسيات من أنحاء العالم، لأن مدينة تورونتو الكندية فيها عدد كبير من مختلف الجنسيات والبلدان وناس كتير منهم انبهروا بالأكل، والمصريين كتير جدًا في كندا قالوا لي إن الأكل بيفكرهم بمصر، ودي حاجة تشرفني وتخليني فخورة ببلدي».

صعوبات واجهت «مها» على عربة الفول، أبرزها اختلاف الطقس بين مصر وكندا، واستحالة استمرار دهان العربة والخشب بسبب الأمطار والثلوج، فالعربة استوردتها من مصر، بنفس الخشب والدهان، وفقا لها: «فنان من تورونتو كان من رواد مطعمنا وعرضنا عليه فكرة معالجة الخشب وإعادة دهان العربية من جديد بدهانات مُصنعة في كندا تحتمل تغيرات الطقس هنا ووافق بحماس رغم من إنه مش بيعرف حرف واحد من اللغة العربية، لكن بمساعدة منى وبمهارته الفنية قدر إنه يرجع عروسة الميدان لأصلها اللي كانت جاية بيه من مصر».

تستورد الفول من مصر

تستورد «مها» الفول العادي للتدميس والفول المدشوش للطعمية من مصر، وأيضًا والحلاوة الطحينية والعسل الأسود، مؤكدة أنها تتمنى زيارة مصر قريبًا، وتخطط لذلك حسب ظروف عملها.