| «علي» شاب عراقي يحول غرفة نومه لفصل دراسي: «تعليم بديل لغير القادرين»

أراد العشريني «علي حاكم»، أحد أبناء دولة العراق، وهو ناشط اجتماعي في مجال التعليم، ابتكار مشروع تعليمي يحمل شعار «ثورة التعليم» بهدف تصحيح مسار العملية التعليمية في بلده من صورتها التقليدية، باستخدام أساليب حديثة تجعل الطالب فاعل أساسي في التعليم، ليقرر بعد الكثير من التفكير أن يحول غرفته إلى فصل دراسي لتجربة مشروعه على أرض الواقع.

استقبال ثلاث مستويات من الطلبة في غرفته    

«كنت بحاجة إلى قاعة دراسية ومقاعد وسبورة حتى أنفذ مشروعي، ولكني لم أجد الدعم اللازم في البداية»، حسب حديث حاكم مع «»؛ لذا قرر أن يبدأ التغيير بنفسه بتحويل غرفه نومه لصف دراسي من خلال وضع آلية تمكنه من جعل حلمه واقعًا ملموسًا، إذ قام بتوفير الأدوات اللازمة للدراسة لتبدأ الغرفة في استقبال الطلاب منذ نحو شهرين لتعليمهم بالمجان.  

استهدف الشاب العراقي ثلاث مستويات من الطلاب: «المستوى الأول دون سن الـ14 سنة، والثاني من عمر 14 إلى 18، والأخير من عمر 18 إلى 30»، مع أعطاء الأولوية للطلاب في المناطق الفقيرة والمحرومين من التعليم الجيد، واعتمد في مشروعه على أساليب تعليمية حديثة ترتكز على التعلم النشط وإعطاء الطالب مساحة كبيرة للتعبير عن نفسه: «صنعت برلمان طلابي مصغر يشارك في اتخاذ القرارات التي تتعلق بصفنا عبر التصويت الجماعي».  

المناهج الدراسية التي يقدمها

وضع «علي» مناهج متنوعة للطلبة، برز أهمها في تعليمهم المسؤولية الاجتماعية، وتوعيتهم بكيفية التعامل مع وسائل التواصل الحديثة، فضلًا عن تقديم تعليم يستند على السينما باتخاذ الأفلام مادة تعليمية لتعزيز المعرفة، حسب تعبيره، بالإضافة إلى تعليمهم اللغة وفروع العلوم المختلفة.

«أدهشني إقبال الناس الكبير على الفكرة»، حيث رغب الكثيرون بالتطوع والتبرع له ليستكمل مشروعه، كما تقدم عدد كبير من أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في الصف الدراسي، إذ استقبل حاكم حتى الآن حوالي 30 طالبا في غرفته، والتي لم تتسع لعدد أكبر: «الكثير آمن بالفكرة وينتظر نتاجها».

حلمه بتعميم فكرته في المدارس الحكومية بالعراق

وتمنى علي من خلال مبادرته إعداد تجربة ناجحة يتم تعميمها في المدارس الحكومية: «بدأنا بصف واحد لكن الهدف هو إنشاء مدرسة حرة»، كما أطلق عليها، لتقديم تعليم استثنائي متطور يتم نقله إلى باقي مدارس العراق بالتدريج.