| عمارة من طابقين تقف على جدار واحد وأخرى بحجم الشاشة في دمياط.. ما قصتهما؟

​

عدة صور لعمارات سكنية مختلفة ومتفرقة في أنحاء الجمهورية تداولها رواد «السوشيال ميديا» خلال الفترة الماضية، بعدما بدت غريبة الشكل والتصميم بالنسبة لهم، متسائلين عن حقيقة وجودها وسبب تصميمها وبنائها بهذا الشكل، وإن كانت حقيقية فكيف يتمكن سكانها من العيش بها، وبينما يتساءل كثيرون عن هذه العمارات السكنية الغريبة، يمكن الإشارة إلى أغرب 3 عمارات تداول النشطاء صورها خلال الفترة الماضية.

عمارة دمياط على شكل شاشة «LCD»

جاءت عمارة دمياط على رأس هذه العمارات السكنية التي تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي صورها عبر صفحاتهم الشخصية متسائلين عن حقيقة بنائها على هذا الشكل؛ إذ ظهرت في الصور من إحدى الزوايا على شكل شاشة «LCD»، ما جعلها تبدو كما لو كان عرضها لا يتجاوز المترين.

لم تتوقف الدهشة بالعمارة التي توجد في أشهر ميادين محافظة دمياط عند رواد «السوشيال ميديا» فقط، وإنما سيطرت أيضًا على المارين في الشارع من أمامها، كما تميزت العمارة عن سائر العمارات السكنية المجاورة بواجهة تملؤها لافتات عيادات الأطباء الخاصة، جاء ذلك نتيجة أنها لا يسكنها عائلات، وإنما عبارة عن مبنى إداري.

مساحة الشقق طبيعية

ووفقًا لِما رواه صابر عرفة، طبيب صيدلي بإحدى الصيدليات الموجودة أسفل العمارة، لـ«»، فإن هذه العمارة واحدة من أكثر العمارات المميزة في المنطقة: «العمارة شكلها كده فعلًا عاملة زي شكل شاشة LCD، وده ناتج عن طريقة تصميمها المختلفة عن باقي العمارات، علشان كده بتظهر بشكل مختلف وغريب مقارنة بباقي العمارات المجاورة»، لافتًا إلى أنه على الرغم من أن عرض العمارة 2 متر، إلا أن مساحة الشقق داخل العمارة مساحتها عادية مثل أي شقة.

وعلى ناحية أخرى، روى وليد شطا، أحد سكان المنطقة، أن العمارة تقع على ميدان الشهابية بدمياط، وليست بهذه الغرابة التي أظهرتها الصور المتبادلة على الـ«سوشيال ميديا»؛ إذ أن عرضها أكبر مما ظهرت عليه في الصور، لافتًا إلى أن الطابق الواحد يضم نحو 3 أو 4 شقق سكنية، ومعظمها يسكنها أطباء يستغلونها كعيادات طبية لهم، كما أنها مزودة بـ2 أسانسير: «العمارة عريضة ومش غريبة أوي كده زي ما الناس تعتقد، الفكرة كلها بس في زاوية تصوير الكاميرا هي اللي بينت عرضها بالحجم ده».

مهندس معماري يزيل اللبس

وبينما تختلف وجهات النظر حول عمارة دمياط وشكلها الغريب، أزال بولا مجدي، مهندس معماري، خلال حديثه لـ«»، حالة الجدل هذه؛ إذ أوضح ومن خلال اعتماده على صور من القمر الصناعي أن بناء وجود العمارة على طريق زراعي أدى إلى بنائها على شكل مثلث وبالتالي ظهرت بهذا الشكل في الصور: «الأراضي الزراعية دايمًا بتكون بزاوية على الطريق، ولما بتتحول لمباني، الأرض بتتحفظ بزاويا ويتبني عليها، والعمارة بالشكل ده مفيهاش أي ضرر».

مبنية على جدار واحد فقط.. قصة عمارة سوهاج

كما جاءت عمارة سوهاج ضمن العمارات السكنية التي بدت غريبة وأثارت حيرة كل من يراها؛ إذ مع النظرة الأولى تظهر أنّها مبنية على جدار واحد فقط، وما زاد من حيرة المارين من أمامها وجود أدوار بالأعلى وشبابيك خشبية وستائر تخبر عن وجود سكان يعيشون بها.

وبينما يصف كثيرون عمارة سوهاج بالغريبة، أوضح أحمد عطا، أحد سكان الشارع الذي تقبع به العمارة، أنها طبيعية ولا يوجد بها ما يثير مشاعر الاستغراب، لافتًا إلى أن العمارة توجد في مدخل سوهاج الجنوبي تحديدًا بمنطقة حي الجوازات ومساحتها كبيرة وتتضمن مُصلى أو زاوية للصلاة في الدور الأرضي، بالإضافة إلى مخزن: «الفكرة كلها في زاوية التصوير هي اللي بينتها غريبة كده، إنما العمارة مساحتها طبيعية ومعقولة».

وهو ما اتفق عليه أيضًا إياد أبو الليل، أحد السكان المجاورين لعمارة سوهاج، والذي أكد أن زاوية التصوير هي السبب في ظهور العمارة بهذا الشكل كما لو كانت مشيدة على حائط واحد، لافتًا إلى أن هذا الحائط الذي يظهر في الصور هو أحد أضلاع مثلث بُنيت عليه العمارة: «العمارة فيها سكان وعايشين كلهم بشكل آمن وطبيعي».

عمارة إسكندرية عرضها 2 متر

ومن ضمن العمارات التي أثارت حيرة الكثيرين على منصات التواصل الاجتماعي هي عمارة إسكندرية التي تشابهت مع عمارة دمياط؛ إذ ظهرت في الصور كما لو كانت مشيدة على شكل شاشة «LCD»، وعرضها صغير بالكاد يتجاوز الـ2 متر.

وعلى الرغم من أن عمارة الإسكندرية تشابهت مع عمارة دمياط في ظهورها بعرض صغير وعلى شكل شاشة «LCD»، إلا أنها اختلفت عنها؛ إذ أنها بالفعل مُقامة على عرض مترين فقط، ومكونة من 12 طابقًا، يضم الطابق الواحد 6 شقق، بحسب توضيح هشام شعبان حارس العقار، لـ«».

وعلى الرغم من إقامة العمارة بالعرض على مساحة 2 متر، إلا أن مساحة الشقة الواحدة تتراوح بين 60 و80 مترًا: «العمارة بالكامل مخصصة لعيادات الأطباء مفيهاش عائلات، واتبنت سنة 2011 أو 2012، وسبب بناها بالطريقة دي كان علشان تكون بعيدة عن محطة وقود مجاورة ليها».