| «عم جورج» من مدير بشركة عالمية لبائع قبعات للأطفال: بشتغل علشان أسعد غيري

بهيئة مهندمة وقورة، تتناسب مع عمره السبعيني ومكانته السابقة كمدير بشركة عالمية، يقف أمام سوبر ماركت «أوسكار»، الشهير بمنطقة مصر الجديدة، حاملا بين يديه أكياس بلاستيكية بداخلها قبعات مصنوعة من «القوم»، متعددة الالمبهجة لبيعها للأطفال، ورسم البهجة على وجوههم الصغيرة.

«جورج» ينتقل بين أوروبا للعمل ويخرج على المعاش

بمنصب مدير مالي، صال وجال جورج عزيز بين الدول الأوروبية في شبابه، لأجل العمل، بعد تخرجه من كلية التجارة بجامعة عين شمس، قبل أن يعود مجددا للقاهرة، ويعمل في مصر لشركة عالمية بالقاهرة، حتى وصل فيها لمنصب المدير المالي والإداري، قبل أن يخرج للمعاش، ما مكنه من أن يحصل على حياة مريحة مميزة.

بعد خروجه على المعاش، خلال التسعينات، لم يجد «عم جورج» كما يحب تسميته، راحته في المكوث بالمنزل بلا عمل، فسارع للبحث عن سبل جديدة كمصدر لرزقه، ليدشن 3 محلات مختلفة بمصر الجديدة، من فئة «بـ2 ونص»، التي كانت منتشرة حينها، لتحقق أرباح كبيرة له.

المدير المالي يتجه من امتلاكه لمحلات تجارية إلى بيع قبعات الأطفال للمناسبات

وخلال أحد الأيام بعام 2014، زاره صديقه ليريه «كابات» من القوم للأطفال، وقع في حبها منذ المرة الأولى، ليقضي يومه في البحث عنهم، وتعلم طريقة تنفيذهم بنفسه، وسارع بشراء المستلزمات كافة وهم المختلفة، لتتقن يديه صناعتهم بمهارة ويوزع بين المحلات المختلفة للأعياد والمناسبات، ليكون الثلاثة منهم بـ10 جنيهات فقط.

مهارته جعلته قادرا على صناعة 50 «كاب» باليوم الواحد؛ إذ أنه في الساعة الواحدة يصنع 7 قبعات، قائلا: «بس تعبهم بيروح لما طفل بياخد منهم وهو مبسوط».

بعد فترة وجيزة، قرر الرجل السبعيني أن يخصص وقته بأكمله لتلك الصناعة التي أتقنها واعتبرها هوايته المفضلة؛ إذ تأثر بشدة من إعجاب الصغار بها فور اقتنائها وسعادتهم البالغة وتبادلهم الصور سويا، فضلا عن حبه المصنوعات الهانم ميد، فأغلق المحلات واتجه لبيع الـ«كابات» بنفسه في الشارع، ليتخذ من أمام سوير ماركت «أوسكار» الشهير بحي ألماظة في مصر الجديدة، مكانا له، رغم رفض أبنائه، لكنه تمسك بهوايته المحببة له التي يهدف من خلالها إسعاد الآخرين وليس الربح.

كورونا تعطل «عم جورج» لعام ونصف.. وهيدي كرم تنشطها من جديد

لاقت قبعات «عم جورج» المميزة التي تحمل أشكالا مختلفة للحيوانات، رواجا واسعا بين الأطفال بالكنائس وأعياد الميلاد ومستشفيات الأطفال، قبل أن تتسبب جائحة فيروس كورونا المستجد في عرقلة الأمر تماما.

حوالي عام ونصف تعطل عمل الرجل السبعيني بشدة، ليلزم المنزل بسبب كورونا، فضلا عن ضعف صحته، لتقوده الصدفة لإنعاش المبيعات مرة أخرى؛ إذ التقت به الفنانة هيدي كرم مؤخرا، أثناء تواجدها بمصر الجديدة، لتنشر صورته والقبعات المميزة التي يصنعها، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «انستجرام».

رغم كبر سنه، لكن جورج يجد سعادته في ذلك العمل البسيط الغني بالمتعة ويمكنه من لقاء الكثيرين طوال اليوم، قائلا: «في مرة واحدة قالتلي أنا جاية مخصوص أشكرك على اللي بتعمله ده وفرحتني جدا، بس بردو في مواقف محرجة لأن في بعض الناس بتفتكر إني بشحت وده بيضايقني، أنا مش نازل اشتغل علشان الفلوس أنا بشتغل علشان أسعد غيري».