| «عيد النيروز».. يوافق رأس السنة المصرية القديمة وارتبط بموسم الزراعة والفيضان

عيد النيروز هو عيد رأس السنة المصرية، فضلا عن أنه يمثل أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وجاء لفظ «نيروز» من الكلمة القبطية «nii`arwou» «ني يارؤو» التي تعني الأنهار، ويُعد عيد النيروز هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل، ويتم الاحتفال به يوم 11 من شهر سبتمبر، الذي يحل بعد غد الإثنين.

ما هو عيد النيروز؟

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن مصر تحتفل بعيد السنة المصرية القديمة «عيد النيروز»، الذي يعد أقدم وأول وأدق وأطول تقويم شمسي عرفته البشرية 6265 سنة، يوم 11 سبتمبر، مشيرا إلى أن النيل كان ملهمًا للمصري القديم، في تعلم الزراعة والحساب والبعث والخلود، كما كان كذلك بالنسبة لابتكار أول تقويم في البشرية.

وتابع «شاكر» خلال حديثه لـ«»، أن عيد النيروز كان مصدرًا، أُخذت منه التقاويم اللاحقة، وأستمر في السنة الزراعية أو ما يعرف باسم السنة القبطية أو بما يسمى بتقويم الشهداء، واستمرت نفس أسماء الأشهر من توت وبابه وأمشير وطوبة وغيرها، موضحًا أن الفلاح في الريف ما زال يمارس زراعة محاصيله، وفقًا لهذا التقويم المصري القديم، الذي لا تتغير مواسمه أو أسماء شهوره التي استمدت من أسماء معبودات وأعياد مصرية قديمة.

وأضاف كبير الأثريين، أن هذا التقويم استمر حتى عهد الخديوي إسماعيل، وكان يسمى بالتقويم «التوتي»، حتى طلب منه صندوق الدين آنذاك وإنجلتر إلغاءه واستبداله بالتقويم الميلادي، وذلك لأن الموظفين كانوا يتقاضون شهرا زيادة في مرتباتهم، وكانت السنة المصرية القديمة تبدأ بشهر توت، نسبة للمعبود «تحوت» معبود العلم والمعرفة وهو الشهر الرابع لموسم الفيضان.

بداية الاحتفال برأس السنة

كان هناك مرصد فلكي في مدنية «منف» يحدد أولى علامات الفيضان عندما تشرق بوضوح نجمة الشعري اليمانية في السماء، مع بدأ الفيضان ثم تحترق مع ظهور الشمس بما يسمى بالاحتراق الشروقي، حينها كان الاحتفال برأس السنة من أقدم التقاليد التي ظهرت في مصر القديمة وكان احتفالهم بعيد رأس السنة في الليلة الأولى من شهر توت، وفق ما رواه «شاكر».

ومن العادات التي كانت متبعة، خاصة في الدولة الحديثة؛ الاحتفال بعقد الزواج مع الاحتفال بعيد رأس السنة، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة، ومن التقاليد الإنسانية التي سنّها المصريون القدماء خلال أيام الأعياد أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم، فتقام مجالس المصالحات بين العائلات المتخاصمة، وتحل كثير من المشاكل بالصلح الودي والصفح وتناسي الضغائن.

كرنفال الزهور ابتدعته الملكة كليوباترا

عيد رأس السنة، يجب أن يبدأ بالصفاء والإخاء والمودة بين الناس، وكان من التقاليد المتبعة أن يتسابق المتخاصمون، لزيارة خصومهم، فيقتسم الضيف مع مضيفه، أو الخصم مع عدوه، كما شهد عيد رأس السنة لأول مرة استعراض الزهور «كرنفال الزهور» الذي ابتدعته الملكة «كليوباترا» ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بعيد جلوسها على العرش مع عيد رأس السنة.

وأضاف مجدي شاكر، أن القدماء المصريين احتفلوا بهذا اليوم ويسمونه «ني – يارو»، ويعني يوم الانتهاء والاكتمال كموعد لاكتمال الفيضان، وهو ما تحول بعد ذلك إلى ما يسمى بعيد النيروز، وعندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة، وأطلقوا عليه اسم «عيد النيروز» أو «النوروز»، ومعناه باللغة الفارسية «اليوم الجديد» وقد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية وما زالوا يحتفلون به حتى اليوم.

ويختم شاكر قائلا «تأكيدا للهوية ية المصرية، نتمنى أن تكتب السنة المصرية القديمة بجانب الميلادية والهجرية والقبطية لكي يدرك أولادنا قدم وعظمة هذه الأمة التي علمت الدنيا كلها، ونرى أن يتم الاحتفال في هذا اليوم بوضع الرموز الشهيرة المصرية القديمة، مثل مفتاح الحياة وزهرة اللوتس والبردي في وسائل الإعلام والميادين وأن يقام مؤتمر عالمي يشرح عبقرية الأجداد في اختراع أول تقويم في البشرية.