| «فوزية» رفضت الزواج لتربي أبناءها الخمسة.. وأخرتها: دخلوها دار مسنين

بدأت فوزية عباس رحلتها داخل دار الرعاية بالخداع والكذب من فلذات كبدها، فلم يطيقوا خدمتها أكثر من 30 يوماً وأقنعوها بالذهاب معهم إلى أحد الأطباء؛ للاطمئنان على حالتها الصحية، لتجد نفسها فى دار لرعاية المسنين، ومن هنا بدأ فصل جديد فى حياتها.

تحكى «فوزية»، 63 عاماً، قصتها قبل دخولها إحدى دور الرعاية بالمعادى، إذ توفى زوجها قبل 15 عاماً، تاركاً لها 5 أبناء فى مرحلة الشباب، ورغم ذلك لم تفكر فى الزواج مرة أخرى، لتكمل رسالتها تجاههم بإتمامهم التعليم الجامعى وتحقيق الاستقرار، حسب حديثها لـ«»، قالت «فوزية»: «عندى بنتين واحدة بكالوريوس تجارة، والتانية ثانوية عامة وماكملتش تعليمها، و3 شباب واحد مات والتانى محاسب والتالت مهندس، وكلهم متجوزين دلوقت وعندهم عيال».

قررت «فوزية» توزيع تركة زوجها، التى تتمثل فى شقتين تمليك على أبنائها، لتسكن فى شقة صغيرة بالإسكندرية بعيداً عن أماكن معيشتهم فى القاهرة، ورغم ذلك اشتد الخلاف بينها وبين بنتيها لسبب هين: «بناتى زعلوا منى عشان أخوهم كان بياخد معاشى، ويجيب لى الدوا، ويصرف عليا منه». ظلت «فوزية» سنوات عديدة تعانى الوحدة، خاصة بعد فشلها فى إيجاد جليسة معها، تعمل على خدمتها وتواظب على إعطائها الأدوية، لتقرر الانتقال إلى أبنائها الشباب لتؤنس وحدتها بهم، لكن مشاغل الحياة كانت أقوى من رابط الأمومة، ليقرروا الذهاب بوالدتهم إلى دار رعاية المسنين، حيث خدمة أفضل ورعاية شاملة، لكن طريقتهم فى التنفيذ سببت لها جرحاً لن تشفيه الأيام، فقد أقنوعها بالذهاب إلى أحد الأطباء للاطمئنان على صحتها، حسب «فوزية».

مر اليوم الأول لـ«فوزية» داخل الدار بصعوبة، بحكم تعرضها لهذه التجربة لأول مرة، لكن الأمر لم يستغرق أكثر من 40 يوماً حتى استطاعت تكوين الصداقات، وتصبح الدار هى بيتها الثانى.