| «في الضلمة بتعرف مين نجومك».. ميكانيكي رجله اتقطعت صحابه عملوله ورشة

في عام 2011، دخل «خناقة» يدافع بها عن أهالي حي الصفا بالإسماعيلية، ولكن أثناء المشاجرة تعرض لطلق ناري في ركبته، نتج عنه بتر في قدمه اليسرى، جعله يقيم في منزله لمدة عام دون العثور على عمل يناسبه، بعد أن كان يعمل «ميكانيكي لانشات بحرية» في مدينة الغردقة، وترك أحمد جميل، 33 عامًا، عمله بسبب إعاقته.

يحكي «أحمد»، قصته الممزوجة بالكفاح والشهامة، فبعد عامٍ لم ير فيه سوى الضباب الذي خيّم على حياته، خرج إلى الشارع ليجد أصدقاءه جمعوا أموالًا وصنعوا له «كشك»، ليعمل فيه كـ «ميكانيكي موتوسيكلات»، مضيفًا: «تصليح اللانشات زي الموتسيكلات بالظبط، وبعد سنة كنت قاعد فيها في البيت، مش لاقي شغل أشتغله لأني بقيت عاجز، صحابي وقفوا جنبي وعملولي ورشة صغيرة، قدرت منها إني أشتغل ميكانيكي موتسيكلات، والحمد لله على وقوفهم جنبي».

أحمد: متجوزتش عشان خايف أهمل أمي

داخل ورشة بسيطة فيها بعض معدات التصليح، يقف «أحمد» بقدم واحدة مستخدمًا يده «المتشحمة»، في تصليح الدرجات النارية، فهو لديه الخبرة الكافية في فك وتركيب أي جزء من «الموتوسيكل»، مما يساعده على قضاء جميع احتياجات والدته وشقيقته، إذ يعتبر العائل الوحيدة للأسرة بعد وفاة والده: «لحد دلوقتي متجوزتش ومش عاوز، لأني لو اتجوزت ههمل أمي، وأنا أمي بالنسبة ليا حياتي».

10 سنوات من الكفاح

ينقص «أحمد» أن تمتلئ ورشته الصغيرة بقطع غيار «موتسيكلات»، يتمكن من التجارة فيها، لأنه لم يملك ثمن شرائها، كما أنه يتلقى ردود فعل إيجابية من الزبائن المنبهرين بقصة كفاحه، التي عمرها 10 سنوات، عاش فيها الشاب سنوات من المعاناة: «الزباين كلامهم كله حلو وبيدعموني، ومنهم بيعرض عليا مساعدة بس أنا برفض، والحمد لله أنا بقدر أكفي كل طلبات أمي وأختي».