| في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال..صغار في مهمة للبحث عن «يومية»: كبروا قبل الأوان

 أسباب مختلفة تدفع الأطفال إلى العمل، تغيرت معها أشكالهم وأرواحهم، فالكفوف الصغيرة تصير خشنة، والملامح البريئة ينهكها السهر والتفكير، وبدلاً من الذهاب للنوادى والمتنزهات، يجلسون فى الورش وعلى الأرصفة.. «يكبرون قبل الأوان» لمساعدة أسرهم وبناء مستقبلهم. وبحسب «الأمم المتحدة»، يوجد طفل من كل عشرة أطفال فى جميع أنحاء العالم فى سوق العمل. ورغم انخفاض عدد الأطفال العاملين بما يقرب من 94 مليوناً منذ عام 2000، فإن معدل ذلك الانخفاض تباطأ بنسبة الثلثين فى السنوات الأخيرة.. وفى اليوم العالمى لمكافحة عمل الأطفال «» تطلق دعوة لمساعدة هؤلاء الصغار، وتطالب بطفولة كاملة لهم ومستقبل آمن.

«دقدقة وزيزو» خبرة 5 سنوات في تصليح «الموتوسيكل»

فى ورشة صغيرة بأحد شوارع مدينة الأقصر، وجد الطفلان «دقدقة» وابن عمه «زيزو» ضالتهما وسعادتهما بين المفاتيح والمفكات وقطع غيار الدراجات النارية، وبالرغم من أن عمريهما لا يتجاوز الـ11 سنة، فإنهما تعلما الكثير عن أصول وأسرار الميكانيكا خلال فترة وجيزة، نظراً لحبهما الشديد لهذه المهنة.

محمد عبدالرحمن، الشهير بـ«دقدقة»، وزياد محمد، الشهير بـ«زيزو»، يدرسان فى مدرسة أحمس الابتدائية بمدينة الأقصر، وتحديداً فى الصف السادس الابتدائى، ويعملان فى ورشة عملهما، ويروى «دقدقة»: «بدأت أولى خطواتى فى الميكانيكا قبل أن أكمل الـ6 سنوات من عمرى، حيث طلبت من عمى أن أساعده، قبل أن تتحول المساعدة لعمل، وينضم لنا زيزو بعد ذلك».

ويضيف «دقدقة»: «تعلمت خلال هذه السنوات الكثير من الأشياء، منها فك وتركيب جميع أجزاء الدراجات النارية، وإصلاح بعض الأعطال المفاجئة والمتكررة»، متمنياً تدعيم عمله بالدراسة، من خلال الالتحاق بكلية الهندسة قسم ميكانيكا، لتعلم مجال الميكانيكا بطريقة علمية، ومعرفة كثير من الأمور المتعلقة بهذا المجال.

يمسك «زيزو» بطرف الحديث، مؤكداً أن حرفة صيانة الدراجات النارية ممتعة، وأغنته عن أشياء كثيرة كان يهدر فيها وقته، وأضاف أن والده شجعه على تعلم صيانة الدراجات النارية، وذلك بعدما لاحظ اهتمامه بها، فضلاً عن أن عمله فى ورشة عمه ساعده فى التعلم، لشعوره بالأمان فى وجود عمه.

وعن التوفيق بين العمل والدراسة يقول «زيزو»: «قبل ظهور أزمة فيروس كورونا كنت أوفق بين دراستى وعملى فى الورشة، لكن بعد تعطل الدراسة وبدء الإجازة أقضى أغلب الوقت فى الورشة»، حيث يمارس الميكانيكا ويستفيد من خبرة عمه.