يزداد الطلب على شراء «ألواح الثلج» في مصر بالتزامن مع بداية فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة لارتباطها الكبير بمحلات العصائر والمياه الغازية والأسماك، للحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة، خاصة في مراكب الصيد التي تبقى في عرض البحر فترات تمتد من يوم واحد إلى نحو 40 يومًا.
وظهرت مصانع الثلج في مصر قبل أكثر من 100 عام لمواجهة موجات الحرارة المرتفعة، قبل أن يعرف المصريون الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والمبردات، إلا أن الدكتور إيهاب الشربيني الباحث في التاريخ يقول إن ظهوره يعود إلى عصور قديمة، مؤكدًا أن «فكرة مصانع الثلج بدأت في عصور قديمة،إذ كان الثلج متسخدمًا أيضًا بين الأعيان والملوك والأمراء والطبقات الغنية، وظهر ذلك في عصر المماليك، ولكنه كان يأتي مغلفًا بطريقة معينة».
صورة توثق شراء المصريين للثلج
وكشف الباحث في التاريخ عن صورة من الأرشيف الذي يقوم بجمعه وثقت أول ظهور لألواح الثلج بين المصريين قديمًا قبل انتشار أجهزة التبريد، وأظهرته محملًُا على العربات «الكارو» ومحمولًا على الأعناق محفوظًا في صناديق من الخشب لاستخدامه في حفظ الأسماك والمشروبات وثلاجات المياه الغازية معلقًا: «كان الخيش والقماش والملح وبعض النباتات أهم المواد المستخدمة منذ ظهور الثلج للحفاظ عليه حتى يصل إلى دول مثل مصر من تركيا وبعض الدول الأوروبية التي كانت تمتلك هذه المصانع».
متى كان أول ظهور لمصانع الثلج فى مصر؟
ظهرت مصانع الثلج للمرة الأولى في مصر منذ نحو 100 عام في إعلان نشرته مجلة «المقتطف»، وأظهرت بدايات بناء هذه المصانع مصر من خلال صفحة كاملة، مؤكدة أن مصنع منطقة غمرة للثلج هو من ضمن المصانع المنتشرة في إنتاج ألواح الثلج بالقاهرة، إلا أن ذلك المصنع أنشأه شباب وطنيون وعلى رأسهم الشاب النشيط أحمد أفندي حمزة المتخرج من جامعة برمنجهام فى بريطانيا بجهة منطقة غمرة وأطلق على المصنع اسم «فارويقة ثلج غمرة» على حد وصف المجلة المصرية الشامية.
ونشرت المجلة في عددها الصادر منذ ما يقرب من قرن من الزمان صورًا بالأبيض والأسود وثقت آلات مصانع الثلج، مثل الطلمبة الكبرى التي تطلق غاز التبريد والتثليج في الحوض الكبير حيث يتم تجميد المياه فى قوالب وتصنع ثلجا.
كما قدمت «المقتطف» مجموعة من الصور أظهرت بعض المهندسين والعمال يعملون على محرك بخاري من طراز ديزل بقوة 130 حصانًا، وهو الذي يدير الطلمبة لإنتاج الثلج وطرحه في الأسواق وهي الصور التى صارت تاريخا لتلك الصناعة التي شهدت تطورًا كبيرًا فى عصرنا الحالي، حيث كانت مصر هي الدولة الوحيدة التى تمتلك أكبر مصنعًا للثلج فى الشرق الأوسط، وهو المصنع الذي يُخدم على عدد من الصناعات الغذائية المهمة.