| قصة كفاح «مها» مريضة وتعول أسرتها بالتوكتوك: «نفسي أجوز بنتي»

دارت عليها الأقدار لتصبح وحيدة ومسئولة عن بنتين على «وش جواز» بعد انفصالها عن زوجها، لم يكن أمامها سوى الاعتماد على النفس والكفاح من أجل الاهتمام ببيتها وأسرتها الصغيرة، أصرت «مها» على الكفاح لتثبت ذاتها، تشعر بفرحة غامرة كلما شاهدت ضحكة بناتها ونظرات الرضا على وجههم كأنها تملك الدنيا وما عليها.

حياة مليئة بالصعوبات

ضربت السيدة مها علي حسن، سائقة التوكتوك في محافظة الدقهلية المثل والقدوة في العمل والكفاح والحرص على لقمة عيش حلال، فرغم إصابتها بمرض «شلل الأطفال» في طفولتها إلا أنها تخرج من منزلها في السادسة صباحا لتتجول بـ«التوك توك» في الشوارع، وتعود قبل منتصف الليل إلى منزلها، بعد أن تركها زوجها في منتصف الرحلة.

«الحمد لله عندي استعداد أشتغل 100 سنة عشان ولادي»، عبارة بدأت بها السيدة الأربعينية حديثها لـ«»، فبعد انفصالها عن زوجها عام 2018، قررت الاعتماد على نفسها والعودة للعمل موظفة في أحد مكاتب التموين، وبسبب إعاقتها خصصت لنفسها «موتوسيكل طبي» يساعدها في التحرك.

تعلم قيادة «التوك توك»: أخذ مني يومين

ومع زيادة صعوبة ظروف المعيشة، راودت فكرة شراء «التوك توك» ذهن «مها»: «المرتب بيكفي الإيجار والمياه والنور بالعفاية، وعليا إقساط جهاز بنتي البكرية، ده غير جواز بنتي التانية»؛ لتقرر أن تبيع الموتوسيكل الخاص بها لتوفر القسط الأول من ثمن «التوك توك»، وبدأت بعدها العمل عليه بعد أن طلبت من زوج ابنتها أن يعلمها القيادة عليه.

تعلمت «مها» القيادة في يومين لتصبح بعد ذلك أشهر سائقة «توك توك» في المنصورة: «في البداية بناتي رفضوا أني أشتغل على توكتوك علشان خايفين عليا، بس أنا أقنعتهم أن ده أنسب حل وأن ده هيريحني»، بحسب قولها.

ورغم سرعة تعلمها للقيادة إلا أنها في البداية واجهت بعض الصعوبات، فكانت تتعرض إلى المضايقات من بعض سائقي السيارات، كما عانت من الضغط الذي تتعرض له بسبب انشغالها من أجل طلب الرزق، وفي الوقت نفسه رعاية بنتها.

وتتمنى السيدة الأربعينية، أن تجدد «التوك توك» الخاص بها بعد أن تعرض للعديد من الحوادث، كما تأمل أن تشهد زواج ابنتها الصغيرة بعد أن تضمن لها حياة كريمة.