| «كريم» طالب بكلية الهندسة صباحا وميكانيكي ظهرا: «ورشة أبويا لازم تشتغل»

داخل أحد الورش الخاصة لصيانة السيارات، يقف بين العمال شاب عشريني، يقوم بتوجيه العمال من الحرفيين والمساعدين، ويتركون له المهام العملية الصعبة، ويشيد الجميع بمهارته وإتقانه في صيانة السيارت، يمدحونه: «الله ينور عليك يا بشمهندس»، هذه الجملة التي تدعمه، في الوقت نفسه تكشف الجزاء الآخر من حياته، كطالب في كلية الهندسة، ولكنه يسعى للحفاظ على اسم والده ومهنته بعد وفاته.

كريم محمد، شاب عشريني، مقيم بمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، كان والده فني وصاحب ورشة مكانيكة لصيانة السيارت، ولكن لم يكن الشاب مهتمًا بمجال والده، إذ كانت ممارسة هواية كرة القدم أحد أهم اهتماماته، ويذهب مع والده فقط في فترة الإجازة وأوقات الفراغ، «كنت بروح الورشة كده أتفرج على الشغل مش أكتر»، تفوق الشاب دراسيًا، حتى تمكن الشاب من تحقيق حلمه وحلم والده، في الالتحاق بكلية الهندسة، بحسب حديثه مع «».

 

افتتاح ورشة والده بعد إصابته بالسرطان

بعد التحاق «كريم» بكلية الهندسة، قرر التخصص في شعبة المكانيكة، حبًا في مهنة والده، ورغبته في مساعدته وتطوير ورشته، ولكن يتفاجأ الشاب باصابة والده بمرض السرطان، الذي جعله طريح الفراش لمدة عامين ونصف حتى وفاته، ويصير الشاب هو المسؤول عن والدته وأشقائه الثلاثة، ومن هنا بدأ الشاب في فتح الورشة، والعمل على إعادة اسم والده الذي كان من أفضل الحرفيين في مجاله، والتركيز على كسب ثقة العملاء نظرًا لصغر عمره.

التنسيق بين العمل والدراسة

يبدأ «كريم» يومه، في التاسعة صباحًا بفتح الورشة، والبدء في صيانة السيارة المتواجدة داخلها، واستقبال العملاء الجدد، اهتمام الشاب بالعمل في ورشة والده، قد يحول بينه وبين حضور المحاضرات داخل الجامعة، «عندي الأولوية طبعًا للشغل، لان ده أكل عيشي ورزق أخواتي»، ولكن يقوم زملائه بكتابة المحاضرات وإسالها له بشكل يومي، لكي يتمكن الشاب من دراسة محاضراته بعد انتهاء العمل، «في آخر اليل لو عندي وقت بقعد أذاكر لأني أيام كتير ببات في الورشة»

طموح كريم في تطوير ورشة والده

يسعى «كريم» لتطور الورشة، لكي تصبح هي الأولى في مجال الميكانيكة، «زي مكانت ورشة حموكشة رقم واحد، هترجع تاني تبقي أفضل ورشة»، لذلك يقوم الشاب بستغلال الخبرات التي اكتسبها من الدراسة، في مجالي الكنترول والكهرباء، كما يلجأ الشاب إلى حضور كورسات خاصة من أجل تطوير مهراته الحرفية، كما سعى الشاب من بداية عمله، أن تصبح الورشة مكاناً متكاملا، «من الأول وأنا بسعى أن أوفر كل حاجة في الورشة، يعني العميل يدخل عندنا مش محتاج يروح مكان تاني يصلح حاجة ويرجع».