| كل واتصور.. محمد يحارب البطالة بـ«عربية فطير»: الشاطر في شغلته يستاهل شهرته

لم تكن الحياة وردية معه، لكنه قرر مواجهة كل الظروف التي بدأت مبكرا، تحديدا منذ وفاة والده، ليتنقل بين العديد من المهن، قبل أن يستقر أخيرا على تأسيس مشروعه الذي بدأه مع شريكة حياته، ووالدة ابنته الوحيدة، وهو «عربية الفطير» التي حاول ابتكار أي جديد فيها يساعد على نجاح التسويق، وبالفعل خرجت العربة للنور وهي تتلألأ بالمصابيح، التي تجذب الزبائن للتصوير أمامها، ومن ثم يطلبون الفطائر المختلفة.

بدأت رحلة كفاح محمد، صاحب الـ26 عاما، من محافظة الإسكندرية، في سن صغيرة جدا، حيث وجد نفسه يتيم الأب وهو في عمر السادسة، ومنذ حينها علم أنه يجب أن يعتمد على نفسه.

ويكشف محمد، في بداية حديثه مع «»، أن علاقته بعالم الفطائر والبيتزا، بدأت منذ أن كان في الثانية عشر من عمره، حيث كان حينها طالبا بالمدرسة الإعدادية ينتظر شهور إجازة الصيف من كل عام ليعمل بأحد مطاعم الفطائر والبيتزا، قائلا: «ابتديتها من تحت أوي.. أول حاجة طبعا دخلت عليها الحوض، كنت بغسل العدة مش أكتر، بس واحدة واحدة اتعملت الصنعة وبقيت بعرف أعمل بيتزا وفطائر».

15 سنة

وفي عمر الخامسة عشر أصبح الشاب الإسكندراني، قادرا على العمل كشيف فطائر وبيتزا، لكن سرعان ما أجبرته ظروف الحياة على ترك تلك الصنعة التي يحبها، وفي الوقت نفسه أجبرته الظروف على عدم استكمال دراسته بعد إتمام مرحلة الثانوية العامة، موضحا أنه في تلك الفترة اتجه للعمل بالمعمار، قبل أن يلتحق بالعمل في مجال الدعاية والإعلان الخاص بأحد الصيدليات، موضحا أنه حينها كانت الأمور المادية مستقرة للغاية، قبل أن تطرأ بعض المستجدات ويضطر لترك العمل في هذا المجال والعمل كـ«دليفيري» توصيل أدوية بنفس الصيدلية، لكن حتى هذا لم يستمر، واضطر لترك العمل بعد فترة من الوقت، رفقة الكثير من العمال الذين تخلت عنهم الصيدلية.

أم سهيلة الجدعة

وبعد ذلك وجد الشاب الإسكندراني نفسه يعاني من البطالة، وفي الوقت نفسه يحمل مسؤوليات زوجته «سهيلة» وابنته «سهيلة»، التي أطلق عليها اسم والدتها، مؤكدا أنه أقدم على هذه الخطوة بسبب حبه الكبير لزوجته، مشددا على أنها قامت بالكثير من مواقف «الجدعنة» معه، حتى افتتح مشروعه «عربية الفطير».

يقول: «في الفترة دي لقيت نفسي من غير شغل، فلقيت مراتي بتعملي جمعية عشان ابدأ بيها مشروع عربية الفطير، لما لقتني بفكر أرجع للصنعة دي، ومش بس كدا ده كمان استلفت فلوس من صاحبتها عشان أشتري الحاجات اللي هشتغل بيها من مكونات وعدة».

عربة بمرآة تصوير

وبالفعل بعدما تحصل «أبو سهيلة» على مبلغ خمسة آلاف جنيه من هذه الجمعية، قام بشراء عربة متهالكة وقديمة بمبلغ 1500 جنيه، وبدأ العمل على تطويرها وتعديلها: «العربية مكنشي هاينفع أشتغل عليها بالشكل ده، كان لازم أجددها وأخلي شكلها حلو وفعلا عملت ده وكل حاجة عملتها فيها بنفسي».

ولم يكتف محمد بتجديها فقط، بل أضاف إليها مرآة مزودة بالكثير من المصابيح «اللمبات»، وجعلها أشبه بالمرآة التي يستخدمها النجوم والمشاهير، ويشير «أبو سهيلة»، إلى أنه لجأ إلى تلك الفكرة لتجذب الإنظار إلى مشروعه، موضحا أنها من ناحية تضيف شكل جمالي إلى «عربية الفطير» وفي الوقت نفسه تجذب الزبائن للتصوير أمامها، ومن ثم زيادة طلبات الفطائر التي يقوم بإعدادها، متابعا: «والحمد لله المشروع ده سترني وساتر بيتي، وأحسن من القاعدة في البيت».

محل مستقبلي

ويحلم حاليا صانع الفطائر في أن يفتتح محلا للفطائر، يضع أمامه مشروعه «عربة الفطير» ويستخده هذا المحل في الإعداد لفطائره بالداخل، بعيدا عن أي عوامل قد تؤثر على نظافة منتجاته من الأطعمة، كونه يقف بمشروعه في الشارع ومعرض دائما لأي أتربة، مختتما في نهاية حديثه مع «»: «أنا بكنس كويس المكان اللي بقف فيه وبرش ميه عشان مفيش أي أتربة تأثر على نظافة الفطير وجودته، بس المحل ده مهم عشان أحافظ على نظافة الفطير أكتر من كدا كمان»، مشددا على أنه يعلم جيدا أنه سيحقق هذا الأمر مستقبلا بفضل دعم زوجته له، وفي الوقت نفسه لإيمانه بأن «الشاطر في شغلته يستاهل شهرته».