| لا يرد فيه الدعاء.. كل ما تريد معرفته عن يوم القر وأفضاله

يحل اليوم ثاني أيام عيد الأضحى، الحادي عشر من ذي الحجة، الذي يعرف بـ«يوم القَرّ»، وهو أول أيام التشريق، الموافقة 11، 12، 13 من ذي الحجة، وقد نهى الرسول الله (صل الله عليه وسلم)، عن صيام أيام التشريق، فعَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ».

لماذا سمي يوم القر بهذا الاسم؟

سمي يوم «القَرّ» بذلك لأن الناس يقرّون أي يستقرون فيه بمنى، بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا، و«القَرّ» بفتح القاف وتشديد الراء.

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى فضل يوم القر، فهو ليس كمثله من الأيام الأخرى، لما له من حالة خاصة عند حجاج بيت الله الحرام، وهي من الأيام التي لها منزلة وفضل عظيم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» [سنن أبي داود].

فضل يوم القر

بحسب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، يستجاب الدعاء في يوم القَرّ، وفقا لما روي عن أبي موسى الأشعري، أنه قال في خطبته يوم النحر: «هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء؛ فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل».

وفي يوم القَرّ أول أيام التشريق الثلاثة يؤدي حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات الثلاث اقتداء بسُنة سيدنا النبي صل الله عليه وسلم؛ بحيث يخرج في اليوم الأول بعد صلاة الظهر (بعد الزوال) يرمي الجمار الثلاثة على الترتيب: الجمرة الأولى أو الصغرى وهي أقرب الجمرات إلى مسجد الخيف بمنى، ثم الجمرة الثانية أو الوسطى، ثم الثالثة الكبرى جمرة العقبة، يرمي كل واحدة بسبع حصيات فيرمي إحدى وعشرين في كل يوم من أيام التشريق، فيكون المجموع سبعين، ويدعو بين كل جمرتين.

وأوصى مفتي الجمهورية السابق بالإكثار من الذكر في هذه الأيام، فهذه أيام ذكر، ولما حرم سيدنا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم صوم يوم العيد وأيام التشريق، إنما حرمها من أجل الفرح؛ فرح لله ومن أجل أيام الله ونفحات الله.  

فعَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا، قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.