| مأساة زينب صدقي بشهادة جيرانها.. من نجمة سينما لفقيرة تبيع قبرها لتعيش

مشوار فني طويل امتد لـ33 عاما، قدمت خلاله ما يزيد على 64 فيلما، تنوعت أدوارها فيها بين الفتاة والزوجة والأم والجدة، لم تكن نجمة أولى يوما ما، لكن أدوارها ساهمت في نجاح عديد من الأفلام الشهيرة، مثل «صغيرة على الحب – الزوجة 13 – البنات والصيف – إني راحلة»، حققت نجاحا كبيرا، لكن نهاية حياتها كانت حزينة لأبعد الحدود، ولم يتخيلها أحد، ويحل اليوم 23 مايو ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة زينب صدقي، التي فارقت عالمنا عام 1993.

مشوار زينب صدقي

في 15 من أبريل عام 1895 ولدت زينب صدقي، واسمها الحقيقي ميرفت عثمان صدقي، دخلت إلى عالم الفن في 1917، وعملت في مسرح رمسيس ومسرح الريحاني، ومن أهم مسرحياتها «مجنون ليلى، الجاه المزيف، أحدب نوتردام»، وحصلت بسببها علي الجائزة الأولى في التمثيل عام 1926 في مسابقة من لجنة تشجيع التمثيل والغناء المسرحي.

وحصلت على لقب ملكة جمال مصر عام 1930، فيما كان أول أفلامها «كفري عن خطيئتك» عام 1933، كما حصلت على جائزة الجدارة للفنون من مصر، ثم جائزة الرواد بمناسبة اليوبيل الذهبي للسينما المصرية من جمعية الفيلم، لكنها اختفت عن الأنظار بعد ذلك حتى رحلت.

ماذا حدث لزينب صدقي بعد ابتعادها عن الفن؟

جيران الفنانة الرحلة في حي الزمالك بالجيزة، حيث عاشت فترة كبيرة، يروون لـ«» تفاصيل السنوات الأخيرة من حياتها، إذ يقول جمال عبد النبي، إن الفنانة كانت تعيش في هدوء تام، لا يزورها أحد من نجوم الفن، ولا تنزل من بيتها كثير، خاصة مع تقدمها في العمر، وبعد بلوغها ما يزيد على 85 عاما.

العشر سنوات الأخيرة في عمر الفنانة زينب صدقي، لم تكن تظهر فيها إطلاقا، بعض الأقارب يزورونها من أجل الذهاب من وإلى المستشفى، بعد تدهور حالتها الصحية عندما زاد عمرها على 90 عاما، على حد قول «جمال»، لافتًا إلى أن حالتها المادية بدأت في التخبط، مع تفاقم المرض عليها وملازمتها للفراش، لكنها لم تمد يدها لأحد.

رحلة عظيمة ونهاية صعبة

تحكي إلهام محمد زوجة «جمال»، كيف أثرت الظروف المادية على الفنانة الراحلة، حينما اضطرت لبيع قطع كثيرة من أثاث منزلها، من اجل توفير احتياجاتها، حتى أنها باعت مقبرتها التي ادخرتها لكي تدفن فيها، نظرا لعدم وجود مصدر دخل دائم بعد ابتعادها عن الفن لسنوات. 

وبحكم الجيرة والعشرة الطويلة، كانت «إلهام» صاحبة الـ62 عاما، تسأل دوما عليها، وتطمأن على حالها، لكنه كان صعبًا للغاية: «كانت تقول لي أنا لو مت هيدفعوا كتير عشان يكرموني، طب يدوني الفلوس دي دلوقتي أتعالج بيها أحسن»، وكانت تتساءل كيف لمن كانت نجمة شهيرة مثلها أن تكون نهايتها بتلك الطريقة المأساوية؟