| مبادرة شبابية لتجميل شارع تنطلق من «صالون حلاقة»: المحلة أحلى

فى أحد شوارع ميدان «الشون» بمدينة المحلة الكبرى، انطلقت حملة تنشد الجمال، وإزالة آثار القبح ولو بلمسات فنية بسيطة، قادها ٣ شباب من داخل صالون حلاقة، بات كواحة تنشر السعادة فى المنطقة، وترسم البسمة على وجوه المارة.

يحكى صالح حمدين محمد، 28 عاماً، التجربة التى بدأت مؤخراً بفكرة بسيطة آمنوا بها وحلموا بتطويرها: «لدى وأخى صالون حلاقة فى شارع يسمى معمل بيل بمنطقة الشون، حاولنا تجميل كل حائط وزاوية به برسوم مبهجة، بمساعدة معتز الشاب الذى يعمل معنا، ويمتلك أيضاً حساً فنياً، رغم أنه ابن 16 عاماً».

ردود الفعل التى تلقاها الشباب دفعتهم للتفكير فى تجميل الشارع «الميت»، على حد وصف «صالح»، بالرسم على الجدران وتزيينه على قدر إمكانياتهم، وكلما لمسوا تأثير ذلك على المارة وزبائن الصالون، ازداد تمسكهم بالفكرة: «بجوار الصالون محل ترزى أنوى تزيينه بديكور بسيط، وقريباً سيكون معمل بيل أجمل شوارع المحلة».

يحكى «صالح» عن بزوغ الحس الفنى داخله: «منذ فترة ارتبطت بفتاة كانت تعمل مُدرسة، ومهتمة بالرسم، اجتهدت حتى أُرضيها، إلى أن عشقت الرسم والتزيين والديكور»، ولم يشغله ذلك عن مهنته الأساسية «حلاق»، التى بدأها صغيراً، وتعلم أصولها على يد شقيقه الأكبر: «حلقت لعريس وعمرى 5 سنوات، جاء للصالون يسأل عن أخى، الذى لم يكن موجوداً، ولأنه كان على عجالة، طلب منّى الحلاقة له، وقفت على كرسى وقمت بالمهمة، وقبضت جنيهين».

3 شباب قاموا بتجميل المنطقة المحيطة بالمحل ويحلمون بتزيين شارع «معمل بيل» بالجهود الذاتية

فى عمر 15 عاماً سافر «صالح» إلى مدينة دهب بصحبة شقيقه، للعمل فى «سوبر ماركت» يمتلكه هناك، كان يقضى فترة الإجازة فى دهب، ثم يعود إلى المحلة الكبرى وقت الدراسة، وظل الوضع على حاله فترة طويلة تجاوزت العشر سنوات، اكتسب خلالها مهارة التحدث بعدة لغات إنجليزى وإيطالى وعبرى، وهو ما يعتز به إلى الآن، فلم يكن يتسنى لشاب حاصل على دبلوم الصنايع التحدث بطلاقة مع الأجانب.

البازارات والمناظر الجمالية فى دهب عززت الحس الفنى داخل «صالح»، الذى لا يرى فرقاً كبيراً بين الرسم والحلاقة، فكلاهما يسعى إلى التزيين وإضفاء لمسات جمالية، سواء كانت على جدار أو رأس زبون. وبعد قيام ثورة يناير تبدل الحال، وانصرف الأجانب عن دهب، ولم يعد أمام «صالح» سوى العودة إلى المحلة، وهناك افتتح صالون حلاقة فى منطقة «الششتاوى»، لم يترك شبراً به إلا وزينه: «كل يوم بعد انتهاء العمل، أمسك بطباشير وأرسم على السقف أو أى زاوية لمدة ساعتين على الأقل، وقمت بتزيين الحائط المواجه للمحل، وبقيت منطقة خرسانية كانت تشوه المنظر، فقرر تزيينها وكتب عليها بالكلمة حلم، أعجب بها كل من رآها».

انتقل «صالح» إلى منطقة أفضل «الشون»، وافتتح صالون حلاقة بمشاركة شقيقه، وهناك وُلدت فكرة تجميل شارع «معمل بيل»، حيث يتبادل الشباب الثلاثة الأفكار والرؤى الجمالية: «وضبت 3 محلات، وصممت ديكورات شقة وأماكن للتصوير».

أحلام عديدة تداعب مخيلة «صالح»، أولها تجميل شارعه، على أمل أن يقلده الآخرون فى كل منطقة، كما يتمنى تحويل سطح عمارة ينوى السكن بها بعد الزواج إلى متحف وواحة للجمال، كما يصف، ويتمنى أيضاً أن يستثمر موهبته مستقبلاً، والتركيز أكثر فى مجال الرسم والديكور.