| مبادرة لطباعة الكتب بطريقة «برايل»: من حق الكفيف يقرأ

«التعليم كالماء والهواء» جملة للدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى، تطالب بحق الجميع فى التعلم والثقافة، وهو الحق الذى يكفله الدستور المصرى، ومن هذا المنطلق طالب الدكتور محمد الزياتى، رئيس مجلس إدارة جمعية «مزايا» لذوى الاحتياجات الخاصة، بحق المواطن الكفيف فى الثقافة، موضحاً أنه يرأس مجلس إدارة دار الكتاب الملموس (الثقافة تحت أطراف أصابع كل كفيف)، وهى دار نشر متنوعة فى جميع مجالات الفكر والثقافة والإبداع، حيث تقدم رحيقاً إبداعياً متميزاً لجميع المتلقين والطلاب المكفوفين من الزائرين.

تفعيل النشر بطريقة «برايل» هو ما طالب به «الزياتى»، منوهاً بأنه خلال سنوات الدراسة عانى بسبب عدم توافر كتب بطريقة برايل فى المكتبات أو الجامعات، لذلك فكر فى طرح مبادرة على رئيس الوزراء، والدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، واتحاد الناشرين، بسن قانون مُلزم لكل ناشر يستصدر رقم إيداع، بأن يخصص نسبة 1% من الكتاب أو الإصدار بطريقة برايل، لتكوين مكتبة كبيرة تخدم مختلف القراء.

«لا يمكن طباعة الكتاب إلا بإذن الناشر أو المؤلف، حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، لذلك الإصدارات الموجودة لدينا محدودة، ومن بينها الكتب الدينية والتراثية والخاصة بالأطفال»، يقولها «الزياتى»، منوهاً بأن الناشر دائماً يخاف من إنفاق مبالغ مالية، لأن طباعة كتب بطريقة برايل مكلفة إلى حد كبير، مشيراً إلى أن المجلس القومى لذوى الإعاقة لا يقدم كتباً بطريقة برايل، وأنه شخصياً طلب إصدارات المجلس لتحويلها بطريقة برايل. ونوه «الزيانى» بمشكلة أخرى تتعرض لها «مزايا»: «الجمعية تستأجر كشك بمحطة مترو الشهداء لتوزيع المستلزمات التعليمية للمكفوفين مجاناً، مثل كتب وأوراق برايل، عصا وأقلام للمكفوفين، لكن المكان مهدّد بالإغلاق بسبب عدم تمكننا من سداد الإيجار، ونناشد مجلس الوزراء دعم الجمعية، لتتمكن من استكمال دورها».

«الكتب الصوتية تصل أسرع، وبطريقة أفضل، وبتكلفة أقل من طباعة كتب برايل»، هو رد الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب على مقترح تفعيل النشر بطريقة برايل، مشيراً إلى أن الكفيف لن يتمكن من قراءة تلك الكتب، إلا فى حال تعلم القراءة بطريقة برايل، فى حين لا يحتاج الكتاب الصوتى إلى تعلم القراءة، لذلك فالهيئة تفضّل الأيسر، ووقعت بروتوكولاً مع «ستورى تل» للكتب الصوتية.

وعن مقترح جمعية «مزايا»، قال «الحاج»: «يحتاج إلى دراسة قانونية قبل البت فيه، لأن المسألة لها علاقة بحقوق الملكية الفكرية للمؤلفين».

من جانبه قال سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين، إن هناك حالات فردية لتقديم كتب بطريقة برايل، لأنها مكلفة، ودار المعارف قدمت 6 كتب من سلسلة المكتبة الخضراء، وهى كتب لليافعين، بطريقة برايل: «نسعى لتحويل عدد آخر من الإصدارات، لأن طريقة برايل مكلفة على الناشر»، منوهاً بأن منح حقوق الملكية الفكرية هو ملك للناشر: «كل ناشر حسب ظروفه، واتحاد الناشرين لا يمكنه إلزام أى ناشر بذلك».