| «محمود» ثاني الجمهورية في الخط العربي.. نقاش وطالب جامعة بيكتب حلمه بإيده

الكفاح والمثابرة والعزيمة والإصرار جميعها صفات تميز بها الشاب العشريني الذي رسم طريق حياته من الطفولة، ليعمل ويجتهد حتى يحقق حلمه الذي دام لسنوات طوال، اكتشف شغفه وحبه للخط العربي من على الجدران، ليصر على هدف واحد تحمل من أجله انتقاد الجميع له وسخريتهم مما يريد.

محمود طالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب

محمود هلال بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، كبر حلمه معه، وهو أن يصبح متقنا لكتابة الخط العربي، والذي اتجه إليه بسبب الجدران قائلا، «وأنا في ابتدائي كنت بحب أشوف المدرس بتاعي وهو بيكتب علي جدران المدرسة وأفرح جدا، وانا بحب الخط من زمان»، ليقرر منذ هذا اليوم أن يدرس كتابة الخط العربي.

«إنت لسه صغير ومتنفعش» مقولة كانت كفيلة بإحباط «محمود»، إلا أنه لم يتوقف أمامها وقرر استكمال طريقه، وعندما علم عن فتح التقديم في معهد لتعليم الخط العربي، لم يتوان لحظة عن التقديم: «عرفت إني مينفعش أتعلم الخط غير بعد الإعدادية ولما خلصت صاحبي قالي إن المعهد فتح جريت عليه».

مدته 4 سنوات، التحق «محمود» بالمعهد بالإضافة إلى التحاقه بالثانوية العامة، وكان يتحمل مسؤولية نفسه ومصاريفه الدراسية في المدرستين، من خلال عمله «نقاش» في عمر الـ12 عاما، حتى لا يحمل أهله عبء مصاريفه: «كنت بوفق بين دراسة الثانوي والدروس وحضوري في المعهد والشغل علشان أقدر أكمل»، حسبما رواه لـ«».

دبلومة الخط العربي

المنافسة بين الطلاب وعدم حصوله على المركز الأول في المعهد، كانوا الحافز بالنسبة له ليستطيع إبراز أفضل ما لديه، على الرغم من أن هناك طلابا يفوقونه بكثير في السن، تميز في جميع مراحل المعهد وتأثيره على المعلمين بإجادته الكتابة، جعله يحصل المركز الثاني علي الجمهورية في دبلومة الخط.

صاحب الـ22 عاما، أكمل عامين من أجل التخصص عندما أنهى دبلومة الخط العربي، ليتفوق بها ويحصل على المركز الثاني على الجمهورية، «الخط عامل زي القرآن محتاج متابعه دايما وده كان بيخليني كل يوم أكتب نص ساعة عشان مستوايا ميقلش»، لافتا إلى أنه قرر تدريسه لأطفال قريته والكبار.

وفي نهاية حديثه، تمنى أن يفتتح مدرسة خاصة بتعليم اللغة العربية والخط العربي لكل أهل قريته، قائلا «الخط عشق بالنسبالي وحزين جدا إنه مهدور حقه عشان كدة نفسي أطلع بيه في مكانه كويسة».